21

25.7K 1.1K 148
                                    

ضوضاء عنيفة وأضواء ساطعة أزعجت نومتي الهنيئة، تقلّبت في الفراش أحاول الرجوع للنوم دون فتح عيناي.

-"أنتِ... انهضي هيا".

ضرب أحدهم ظهري يهزني بعنف للاستيقاظ، ولم يكن ذلك الأحدهم سوى لينكون وقد عرفت ذلك من صوته، فتحتُ عينا واحدةً لأتأكد أنه هو لكن أغمضتها بسرعة أبعد الضوء الساطع عنها وأنا أدعك محاجر عيناي بعنف لأبعد النعاس عليهم، وقفت بجذعي العلوي أعتدل في جلستي أنوي الذهاب للحمام لكن أصابني دوار وألم فضيع في رأسي حال دون وقوفي من مكاني، تأوهت بصوت مرتفع وأنا أمسك رأسي بين يداي أضغط عليه تارة وأهزه تارة أخرى في محاولة طرد الدوار منه لأستفيق.

-"اشربي".

ياه، رائحة القهوة شهية جداً، فتحت عيناي لأجد كوب قهوة كبير يكاد يلامس أنفي ويمسك به لينكون بعصبية، احتسيتها فوجدت طعمها مر فتكمشت ملامحي كردّة فعل على ذلك ليقول:

-" ستجعلك تستفيقين من حالة السكر تلك".

ابتعد عني وهو يتمتم لنفسه بصوت مسموع:

-"أقسم أني لن أجعل الأمر يمر بسلام لآدم هذه المرة".

ما إن تجرّعت نصف الكوب حتى أسرعت للمرحاض أفرغ كل ما في معدتي، أحسست أخيراً بمرارة الخمر في حلقي، وقفت أتوجه للمغسل لغسل وجهي وما إن رفعت وجهي عنه حتى أبصرت انعكاس لينكون في المرآة كعادته يتكئ على إطار الباب يراقبني بصمت وبملامح جامدة، تجاهلته امرُّ من جانبه لأحمل أول ما وقعت عليه يدي من ملابس دون ان أفتح عيني -التي مازالت أشعر بحرقة النعاس فيها- وأتجه للحمام.

خرجت أجفف شعري بتأفف من الصداع الذي لا يزال يضرب جدار رأسي وهو عازم على تحطيمه، ولدهشتي سمعتُ تنفّس لينكون... هل أصبحت أملك قواهم الخارقة دون أن أتحول؟!. أمعنت النظر إلى وجهه فلاحظت ظلمة عيناه، لمَ هو غاضب لهذه الدرجة، هو لم يعد يهتم بأمري منذ شهرين فلمَ يغضب بسبب سهري مع أخيه... قطعتُ تفكيري ألاحظ النقطة التي ينظر نحوها والتي لم تكن سوى جسدي... أو ملابسي على وجه التحديد.

لم تظلم عيناه بسبب غضبه... اللعنة، هل ألم رأسي جعلني غبية لدرجة أني لم أحس بما أرتديه، لم تكن سو خرقة ملابس شفافة وناعمة جعلتني أفكر أنني أشبه أنجيلا في أسلوبها اللعين.

تراجعت خطوة بتوتر لكني مثّلتُ عدم الاتزان كأنني لا أزال أشعر بالدوار لأداري توتري ثم بعدم اهتمام مصطنع تجاوزته... وإن ظننتُ أن ذلك سيمر بسلام فأنا مخطئة جدا، احتجز كتفي بكفّه يقول:

-"أتفعلين ذلك عمدا؟".

أجبته بعدم فهم:

-"أفعل ماذا عمداً، إن كنت تتحدث عن إغضابك فهذا صحيح، كنت أعلم أنك ستغضب لو خرجت من منزل القطيع دون إذنك ولذلك فعلت".

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن