05

34.5K 1.4K 145
                                    

استيقظت على صوت زقزقة العصافير ونور الشمس الساطع، شعرت برأسي يؤلمني بشدة حين رفعته لأشربت من كوب الماء الموضوع على المنضدة. دخلت الحمام وملأت حوض الاستحمام بالماء الساخن والغسول الوحيد الموجود، حمام ساخن سيجعل صداع رأسي يخف قليلا. أغرقت نفسي في الحوض لفترة من الوقت ولم أسمح لنفسي بالتفكير في شيء... أو لأنه لم يعد هناك ما أفكر به، لم أعد أعرف.

خرجت ألف جسدي بالمنشفة بعد فترة وكانت الغرفة فارغة من سكانها، لم أهتم لشعري المبلل الذي ينثر قطرات الماء في كل مكان، دخلت الخزانة وارتديت أول شيء حطت يدي عليه دون تفكير ونزلت للمطبخ... الصورة المثالية لفتاة عندها حالة اكتئاب.

كنت أفكر بتناول بعض الفواكه حين وجدت طبقا على الطاولة مغطى بمنديل قماشي وكوب قهوة أمامه، أمسكت كوب القهوة بكلتا يداي وأنا أجلس ... لا يزال الكوب دافئا، ذلك يعني أنه لم يمر على خروج لينكون وقت كثير، أنهيت ما في الطبق دون أن أفكر مما يتكون ولم أحس بطعمه أصلا.

كانت الخادمة مارثا هنا حين قصدتُ غرفة المعيشة وجلستُ أقابل تلك الكتب والتي كانت خمسة، فردتها أنظر لعناوينها وأحاول اتخاذ القرار الذي ليس بيدي غيره على أية حال. أصل المذؤوبين للكاتب ايمانويل ديب، طفرة جينية للكاتبة ايمي جونال، تاريخ المذؤوبين للكاتبة جوليان كوبر، نظام القطيع ومملكة الذئاب للكاتب ج. د شيد، وأخيرا لعنة الرفيق للكاتبة ايميليا بيرن.

كلها تبدوا كتبا أسطورية وإن أردت الخروج فيجب عليّ قراءتها، لا أنكر فضولي حولها كوني أعرف أن كل ما كُتب فيها حقيقي لذا سأقرأ، سأحاول فهم ماهية العالم هذا وأين أقف ومع من أعيش... سأحاول، لا أملك غير المحاولة.

مرت الأيام الأولى هادئة، لم أحدث لينكون ولم يحاول التحدث إليّ. لم تأتِ أوكتيفيا أيضا، كنت فقط أقرأ الكتب التي كانت مفهومة لحد كبير. ثم بدأت الأوضاع تتحسن مع مرور الوقت، نشأت حوارات كثيرة بيني وبين لينكون جعلتني أعدل عن فكرة كونه مختل تماما، كانت أغلب أحاديثنا عن مضمون الكتب وكنت أسأل أسئلة تبدوا بديهية وتافهة بالنسبة له حتى تجعله يضحك لكني لم أهتم، كل ما يهمني أن أفهم كل شيء. لم يبخل على بشرح تفاصيل كل شيء أسأله عنه وكان يبدوا متفهما، أحيانا كنا نجلس في غرفة المعيشة نأكل فشارا ونقرأ الكتب التي عرفت منه أن كل مذؤوب في سن جين يحفظها عن ظهر قلب.

تقربنا من بعض لدرجة أنه أصبح يحاوط كتفي بذراعه حين نقرأ الكتب، أو حين يشرح شيئا يبدو تافها بالنسبة له، حتى أنه أخبرني عن ثيو... ذئبه الذي لا يريد شيئا سوى البقاء بقرب رفيقته، أذكر أنه ضحك كثيراً حين رأى احمرار وجنتاي خجلاً .

بعد أسبوعين، لم أعد أنزعج منه حين ينام معي على نفس السرير ولم أعد أتذمر منه، لم أتذمر إلا من عدم سماحه لي بالخروج رغم محاولاتي الكثيرة معه والتي لم تأتِ بأية فائدة سوى أنه أبعد الذئاب قليلا كي أستطيع الخروج للحديقة. حتى أنني في الأسبوع الثاني واجهت الشمس لمدة أربعة ساعات و ادّعيتُ المرض كي يأخذني للمشفى، تقدم مني ببطء ومسَّ جبيني الساخن وعقد حاجبيه لثوانٍ ثم فردهم و أنزل يده الى رقبتي و قرّب أذني إلى شفتاه ثم قال بنبرته البحة الرجولية التي تجعل قلبي يهتز لسماعها:

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن