_بروكلين
"أنت لا تدري ما الذي أشعر به في هذه اللحظة...أنت لا تعرف أي شيء عني.."
صوت أنثوي صادر من التلفاز تناهى إلى مسامعي، كانت نبرتها مهتزة وكأنها على وشك أن تبكي، إبتسمتُ أتخيل باقي المشهد بينما أمسك الوسادة التي كنت أنام عليها و أتابع نومي...لكن مهلا لحظة...
فتحتُ عيناي بسرعة وكأن ناقوس خطر ما دق داخل دماغي يحثني على الاستيقاظ حالا وعدم النوم أكثر من هذا لأني لستُ في مكان آمن..
عيناي تجولتا تتفحصان السقف الأبيض الذي لم أعتد عليه لذا أجل كان معي حق، لستُ في المنزل..هل نمت في شقة آيس؟ أجل لقد فعلت واللعنة!!
نهضتُ بجدعي العلوي أجلس على الأريكة وأطالع المكان حولي بعيون ناعسة نصف مغلقة فأنا لم آخذ كفايتي بعد، كنت أشعر بالنعاس و عضلات جسدي كانت مرتخية تجعل من حركتي مستحيلة..
قمت بفرك عيناي أوزع بصري في الأنحاء لألمح فجأة آيس الذي كان ينام على بطنه على الأرض المفروشة بالسجاد الناعم، يسند رأسه على وسادة بيضاء بينما يحمل في يده زجاجة ويسكي صغيرة نصف ممتلئة..
عيناه مغلقتان وشعره يسقط على وجهه يخفي ملامحه، كان يبدو مستمتعا بنومه أما أنا فقد كنتُ لا أزال نصف صاحية، تثاءبتُ أبعد بصري عنه و أنظر ناحية الساعة الحائطية الإلكترونية لأراها تشير إلى التاسعة صباحا..
التاسعة صباحا؟ إلهي لقد تأخرت عن الجامعة..
"اللعنة!!"
هتفت بإنزعاج أنهض من الأريكة بسرعة و أذهب راكضة ناحية_تبا أنا لست في المنزل، ليس لدي ملابس هنا ولا مستحضرات تجميل ولا مكواة شعر ولا أي شيء و أنا بالطبع لن أذهب إلى الجامعة بهذا الشكل..
"ما الذي تفعلينه عندك؟"
آيس نطق من خلفي وشعرت بقلبي يقع من مكانه حين فاجأني صوته، إلتفتت أنظر إليه أعيد خصلات شعري المبعثرة التي كانت تزعجني للخلف، كان يجلس على الأرض بينما يقوم بفرك عينيه كطفل صغير...لما هو يبدو غريبا جدا؟
"لقد تأخرت عن الجامعة.."
زفرت بعمق أعود للجلوس على الأريكة و هو نظر إلي بإستفهام يرمش بعدم فهم.
"ولما أنتِ جالسة إذن؟ ألن تذهبي لتصلحي ذلك الوجه وتغيري تلك الملابس؟ أنتِ تبدين كمشعودة"
أنهى جملته بضحكة ساخرة بينما يأخذ رشفة من الزجاجة التي كانت بيده، دحرجت عيناي أرمقه بضجر وأجبتُ بلؤم.
أنت تقرأ
دوبامين
Romanceأخبريني ما الذي تريدين أن تعرفيه، لأني مليء بالظلام الذي يعجبكِ، ولأني معجب بطريقتكِ" آل والكر دائما ما كانوا يحملون ماضي طويل من السلاسل الدموية و الشؤون المحتدة المظلمة، بعيدا في عمق ذلك العالم حيث وجد أصغر أفرادهم راحته بين الدماء و ظلال السكاكي...