26| ملف الماضي: عمالقة العالم هم الأنانيون

5.7K 341 724
                                    

قبل سبعة عشر سنة
واشنطن - الولايات المتحدة الأمريكية

زاك بعمر الثامنة

"إلى أين نحن ذاهبون، كلارك؟"

سألتُ بصوت منخفض ريثما أتقدم كي أقف على ركبتاي فوق المقعد الخلفي للسيارة التي كان يقودها أخي بسرعة كبيرة، نظره مصوب للأمام وعيونه محتدة، يدير المقود بتركيز شديد لكن لا يبدو عليه أنه كان مركزا على الطريق، بل بدى لي أنه يفكر في أمر آخر.

"كلارك؟"

أضفتُ وصاح هو بغضب يجيب.

"أصمت زاك، أصمت أحتاج إلى التركيز"

إنتفضتُ بفزغ حين صرخ بوجهي ثم ما لبثتُ أن عدتُ للخلف لأجلس فوق الكرسي وأقرر الصمت فحسب، لا أحب رؤيته وهو غاضب لكن لسبب ما هو على هذا الحال منذ مدة طويلة.

مرت عدة دقائق أخرى كان هو لا يزال يقود فيها السيارة بنفس السرعة وكنتُ أنا أجلس في الخلف أتابع الاشجار التي كانت تمر أمامي بسرعة خاطفة، لا أدري إلى أين يتجه أخي لكنه فقط قال أنه علي أن أصمت لذا أنا أثق به، قال أنه سيعيد فيكتوريا اليوم، وانا قد إشتقتُ إلى اختي حقا.

شعرتُ بسرعة السيارة تنخفض شيئا فشيئا وظهر أمامي القصر الكبير الذي بدى أن شخصا غنيا من كان يملكه، كان جميلا حقا، مظهره فخم لدرجة اني لم أرى مثله في الواقع من قبل، النظر إليه جعلني أبتسم..

"هل فيكتوريا هنا؟"

وضعت يداي على الزجاج أنظر إلى القصر في حين كلارك اوقف السيارة يجيب بنبرة باردة.

"إنزل زاك، نحتاج إلى الذهاب"

أغلق هو باب السيارة بعدما نزل وفعلتُ أنا المثل أترجل من السيارة وأغلق الباب خلفي، إقترب كلارك مني يمسك يدي ويسحبني معه ناحية مدخل القصر.

"لكنك لم تجبني بعد كلارك"

ضغط هو على يدي بقوة وتأوهتُ بألم ريثما أنظر إليه بحاجبين معقودين ونظرة منزعجة.

"كف عن هذا كلارك"

"إذن أصمت"

أغلقتُ فمي أخفض بصري وأنظر إلى حذائي ريثما اتبع خطواته السريعة التي كانت تجعلني أركض خلفه رغم أنه كان يسحبني معه.

الحراس عند مدخل القصر سمحوا لنا بالدخول وأحدهم رافقني للداخل يقودنا ناحية أحد الغرف في الطابق الأول، رائحة القصر في الداخل كانت منعشة وجميلة، المكان خلاب ومنظم، كل شيء باهض الثمن ويلمع، أتمنى لو أستطيع العيش هنا.

دوبامين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن