دوبامين

02| أخي!

_آيس

اللعين، هو لا يزال يحدق بي بتلك النظرة الغاضبة، بلاك ماوس الزنجي الوغد، أتساءل كيف له أن يكره شخصا مثلي أو أن ينزعج منه، هذه المرة ولأول مرة أنا آتي بسلام، لا أرغب بالقيام بأي أمر قد يزعج أي أحد لكنه يجبرني و أنا لا يمكنني السكوت.

رمشتُ بفزع أستيقظ من شرودي حين أمسك دانيال بقميصي يجذبني بقوة ناحيته ليلصقني مع الجدار حين خرجنا من المنزل، تأوهتُ بألم حين إصتدم ظهري مع الحائط بقوة، لما الجميع يريد أذيتي منذ أول لحظة أتيتُ فيها إلى هذا المنزل.

"أخي..لا داعي للعنف سأخبرك بكل شيء فقط كف عن هذا"

تركني ورفع سبابته أمام وجهي يتحدث بنبرة محذرة و نظرة حادة صادرة من خلف زرقاوتيه.

"لا تناديني بذلك الإسم مجددا، أنتَ لستَ أخي"

إبتعد عني خطوات يقف موليا ظهره لي يتنهد بعمق ورمشتُ بعدم تصديق لكن سرعان ما إنتفضتُ أتحدث باندفاع.

"لقد قطعت مسافة طويلة ليتسنى لي الوصول إليك أخيرا، تعلم جيدا أنك أخي، لا يمكنكَ أن تنكر ذلك...أنتَ لا تدري ما حدث لي في غيابك.."

إلتفت يقترب مني مجددا يمسك معصمي ويرفع أكمام سترتي الرياضية لتظهر كل الوشوم التي كنتُ أزين بها جسدي، إلهي كم أحب الرسم على الأجساد..خصوصا أجساد النساء..

كان يتفحص معصمي إلى وقع بصره على الندبة التي كانت في منتصف ذراعي، و التي حصلتُ عليها حين كنتُ بالخامسة برفقة دانيال، حيث كنا نقوم بعملية جراحية و كان هو الطبيب المسؤول على ذلك، رغم كل الألم الذي حل بي حينها إلا أن الأمر رغم ذلك أعجبني، جديا كنتُ مستمتعا بذلك.

"لقد كان ذلك ممتعا حقا، كنتَ لتصبح جراحا بارعا.."

إبتسمتُ باتساع بانتظار رد فعله الودي لكني فقط حصلتُ على قبضته في منتصف عنقي يضغط علي بقوة يحاول خنقي.

"أرجوك...أريد التحدث فحسب.."

نطقتُ بصعوبة أحاول أن أتنفس بإنتظام لكن ذلك كان صعبا جدا مع قبضته القوية التي كانت تخنقني بقوة.

"ما الذي تحاول فعله يا أنت؟ أنتَ لستَ آيس أخي..أخي رحل تلك الليلة.."

وضعت يدي على صدره أدفعه بخفة ليرخي قبضته حول عنقي قليلا ومن ثم يبعد يده عني، إبتلعت ريقي أتنفس بسرعة بينما أضع يدي على عنقي وشعرت بالحرارة تكتسيه بسبب إمساكه لي، هذا...محبط بعض الشيء، كون دانيال أخي يفعل هذا بي..

"هل ظننتَ حقا أن ماما قد تقتلني؟ أعلم أنك أصبحتَ تعلم بأنها ليست مجنونة، لكن هل تدري القصة كاملة؟"

سألته أنظر إلى وجهه أترقب رد فعله وعقد هو ذراعيه تحت صدره يومئ لي كإشارة منه كي أتابع؛ رفعتُ قلنسوة قميصي الاسود أضعها على رأسي بعدما هبت رياح خفيفة لكني حقا أشعر بالبرد في هذه اللحظة.