* فـي قـصـر الجعيدي
"ڪان الجميع قد عـاد من المقابر للتو بعد دفن غالية، حاولت ڪثيراً أن لڪي يأڪل القليل من الطعام، ولڪنه يرفض بشدةِ"
هتفت «حبيبة» بوجه مبتسمِ:
يلا يـا حبيبي ڪُل علشان خاطري، مش عاوز تبقا قوي، وعندك عضلات زي بابا.أجـابها بنبرةِ باڪية:
أنـا عاوز ماما، هي فين دلوقت؟!ترڪت الطعام جانباً وهي تجيب عليه بنبرةٍ حزينة:
حبيبي إنت عارف إن النبات والحيوانات والحشرات بتموت صح؟! وقتها معتش بيقدر يأڪل أو يتڪلم أو يتنفس أو يحس بالوجع، طبيعي ڪمان إن ڪل الناس بتموت، وبيندفن تحت التراب.رد عليها ببڪاءِ:
يعني ماما ماتت، ومعتش هشوفها خالص؟!ردت عليه هي معقبةّ:
أيوة إنت مش هتقدر تشوفها، بس هي بتڪون شايفك وحاسه بيك ديماً يـا حبيبي.وتابعت حديثها بإبتسامة هادئة:
لازم تأڪل علشان ماما متزعلش منك.اومأ لها وهو يفتح فمه، لتبدأ في إطعامه وهي تشجعه حتي يأڪل وهي تقول:
أشطر ڪتڪوت دِ ولا إيـه يـا ناس.أجـابها نفيًا:
بس أنـا مش ڪتڪوت.ضحڪت على حديثه ثم قالت:
زي مـا تحب يـا سيدي، يلا إشرب العصير علشان تبقا بطل وتڪبر بسرعة.رد عليها هو ببراءةِ:
حـاضر.دلفت نيرة إلي الجناح وهي تقول مردفةِ:
يزن رضا يأڪل يـا حبيبة؟!أجابتها بنبرةِ سعيدةِ:
أيوة يـا حبيبتي وحالياً بيشرب العصير.إبتسمت لها ثم قالت:
طيب أنـا هنزل علشان معاد العلاج بتاع جدي.ردت عليها بڪل هدوء:
تمام بس خدي صنيه الأڪل معاڪي بقا.وأضافت إلي حديثها بدهشةِ:
هو سيف لسه مجاش؟!ردت عليها بنبرةٍ هادئة:
لا لسه بيستقبل الناس هو عدنان في العزا.قالت «حبيبة» بهتاف:
تمام أنـا هجيب يزن وننزل تحت نقعد معاڪم.أجابتها بوجه مبتسمِ:
هيڪون أفضل ليه من القعدة هنا.* بـعـد فـتـره
ڪانت تشعر بصداع شديد في رأسها، تحاملت ڪثيراً على نفسها، وهي تنزل الصغير من على ساقها ثم قالت بتعب:
يزن خليك هنا لحد مـا أغسل وشي يـا حبيبي.رد عليها بهدوء:
حـاضر.تسألت «نيرة» بدهشةِ:
إنتِ ڪويسه يـا حبيبة؟! شڪلك تعبانة؟!ردت عليها بنبرةٍ خافتة:
أيوة ڪويسة يـا حبيبتي، هغسل وشي بس علشان أفوق مش أڪتر."إستقامت من مڪانها وهي تسير بخطي متعبه، ولڪن مـا لبثت حتي سقطت مغشي عليها"