بداية الاحداث

29.4K 407 59
                                    

#بنت_الوادي
#مقدمة_الاحداث
#اول_الطريق
*************
وقفت فرحه امام مرآتها تهندم من نفسها وتجدل شعرها ضفائر كادت ان تصل الي النصف الاسفل من ظهرها، تأملت ملامحها الجميلة التي جعلت كل شاب في البلد يقع صريع هواها، لكنها لم تري فيهم الا ابن عمها فاروق الذي ستزف اليه بعد اسيوع؛
رغم عدم ظهور نتيجتها في امتحان دبلوم الزراعة
التي انتهت منه من اسبوع وحدد ابيها بعدها زفافها،
كانت تعلم جيدًا انها جميلة لكن ما جعل جمالها يزيد هو شدة حياءها وطبعها الحامي الذي لم يجعلها تقبل من  احد ان يغازلها، لهذا قبلت بمن هام بها عشقًا وتقدم سريعًا خوفًا من تقديم الخطاب اليها بعد ظهور  نتيجتها، فجهز داره ومهره الذي كان كبير عن كل بنات البلد وقتها، وطلب من عمه الاسراع في عقد قرأنهم وزفافهم حتي يقطع علي الجميع خط الرجعه في طلب الزواج منها

واليوم سياخذها ابيها وينزل الي المركز كي يقوم بعمل شهادة تسنين حتي يتسني له كتب كتابها لانها لم تبلغ بعد الثامنه عشر عام،التي ستتمهم بعد ثلاث شهور وهو ما لم بحتمل  فاروق انتظاره خوفًا من ان يتقدم لها من هو احسن منه حسبًا ونسبا، لهذا ضغط علي عمه عويس حتي وافق علي كتب الكتاب ذلك بعد ان تدخلت زوجته وقالت له:
الجواز للبنات ستره، وده ابن عمها واولي الناس بيها ومن الاخر كده بنتك ريداه وموافقه عليها

وافق الاب علي مضض ليس رفضًا لابن اخيه الخلوق الموظف في بنك التسليف الزراعي  والذي سيوفر لها حياة كريمه وجيدة،لكن لان فرحه هي ابنته الوحيدة  والكبيرة علي ثلاث من الفتيان اصغر منها عمرًا

ابتسمت  فرحه بزهو لنفسها سعيدة بحب ابيها، ولهفة ابن عمها عليها كي تصبح زوجته،
ثم تنهدت براحه وهي تقيم مظهرها المتدين، بعد ان ربطت ضفائرها في بعضهم البعض ولفت طرحتها علي شعرها الحريري وارتدت فستان طويل يغطي كعب قدماها، ولا يظهر من ها شئ وقالت محدثا نفسها بسعادة  وتلقائية:
اه يا فرحه والله  انت خسارة في البلد دي بس مش خسارة في فاروق سيد الرجالة اللي شاريني بالغالي

رفعت يداها الي السماء ودعت ربها برجاء:
يارب اجعلنا وش الخير عليه واسعدني بيه واسعده بيا واكتبلنا الخير مع بعض وارزقنا الخلف الصالح

سمعتها امها تدعي ربها فابتسمت وقالت:
اه يا مقرودة بتدعي لفاروق وبتفكري في الخلف، من دلوقتي، مستعجله علي ايه، اصبري لما تبقي حلاله
وادعي براحتك

تركت  فرح مرآتها  التي لم تكن الا جزء مكسور من مرآه عثرت عليها في فناء المدرسة ذات يوم، فاخذت كي تزين وتري نفسها فيها كم تفعل كل الفتيات في سنه،  ودنت من والدتها واحتضنها بحب:
والله ما حكاية مستعجلة، بس هي كده الدعوة علي بعضها المهم ابويا جه من الغيط ولا لسه، علشان نلحق ننزل المركز ونرجع قبل المغربية،

امسكتها  والدتها من اذنها تحت الطرحه وقالت:
بتسالي علي ابوكي حب ولا استعجال، اخ منك يا بنت بطني، لولا عارفه ومتاكدة انك ملكيش في دلع البنات كنت قولت هتموتي علي الجواز علشان تدلعي، لكنه مسؤولية كبيرة ان شاء الله هتقدري عليها؛

رواية ( بنت  الوادي)  الكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن