#حقائق_ غائبة
#البارت_ العشرون
*****************
لم تكن لي، تذكرت ذلك وأنا استشهد بغيابك الأزل وأوثق عرى الحقيقة بالتفريط المهين وبافعالك الغامضة! لم أكن لك مع كل مقاومات الفرص مع كل مواقف التهاون في حقي الذي سلبتها مني دون ارداتي، الي ان مالت كفة المنطق الرَزَانَة على العاطفة المجنونه وتشببث جلاء العقل الرشاد على استسلام القلب الجهول.... فرحهنزلت دموع فرحه بلا. توقف من هول صدمتها في وفاة ابيها، فسألت زوجة فاروق بلوعه:
ابويا مات يا هدى ازاي وامتي، اه يا وجع قلبي عليكي يابا اه ياحسرتي علي حرماني منك يا غاليقطع نحيبها ورثاءها علي ابيها صوت فاروق الحانق:
بتتحسري علي ابوكي وانت السبب في موته يا بنت عمي، الله يسامحك حرمتينا منه،نظرت إليه بعين يملاءهم الرعب والحزن وانكسار الروح، فشعرت ان الأرض تميد بها، فجأة غامت الدنيا في عيناها ووقعت مغشيًا عليها
لم تعلم كم طال بها الوقت لكن حين فتحت عيناها رأت هدى تبتسم اليها بحنان وبشاشة قائلة:
قلبك بقي خفيف من امتي يا فرحه، دا انت كنت قوية وتفوتي ف الحديد ومحدش بيقدر يهزك بكلمه
شكل عشرتك للبهوات والانجليز خلت قلبك رهيفاسبلت جفناها وبكت بحرقه وهي تسألها:
بحق الله متكدبيش عليا بجد ابويا مات بسبب زي فاروق ما بيقول بس ليه دا انا عملت كل ده علشانهلتعود وتسمع صوت فاروق الحانق عليها:
حصل اتجوزتي ابن الهانم، وكسرتيني قدام الكل بقلة حيلتي، ابوك الموت رحمه من السنة الناس اللي كانت زي الكرابيج بتجلدني بكلامهم المسموم
الله يسامحك يا فرحه يابنت عمي، قصرتي برقبتي وخلتيها قد السمسمه قدام اللي يسوي وما يسواس ودوستي علي كرامتي لما فضلتي البيه بماله علياانتفضت من علي الفراش ونظرت إليه بذعر، وتسالت مغزي كلامه هل يتخيل بانها تنازلت عن شرفها للبيه الذي هربت معه، وتركته قبل زفافها عليه بإيام وكل هذا من اجل المال، هل يظن بها السوء
إذن فمن المؤكد أنه لن يتركها دون أن يؤذيها لكي يغسل عاره وعار ابيها ويسترد كرامتها بأن يريق دمائها فسألته بتوجس عن قصده:
انا مش فاهمه حاجه، انت هتعمل فيا ايه يافاروف بعد موت بابا معقول هتنتقم مني ولا هتقتلني علشان ترفع راسك، بس الاول لازم تتأكد اني شريفه وشرف عمك منصان، انا اتجوزت بس واللهأوقفها حديثها بحركه من يده واخذ يطالعها بشوق فهي كانت ولازالت عشيقة روحه، لقد تغيرت عن ذي قبل وأصبحت كالبرنسيسات وجمالها الرباني منحها أفضلية، فصارت تناسب وضعها الجديد كانها خلقت له، تعالت بينهم النظرات وانكمشت فرحه علي نفسها خوفًا، فدنا منها يتاملها بحيرة سائلًا نفسه من هو كي يملك هذا الجمال الرقيق البديع كالوردة اليانعه، هل لتظل معه في الطين الي ان تذبل وتضيع نشوة رحيقها،كلا هي لم تخلق له أو الي حياة الشقاء التي يحياها لقد ذهبت إلي من يستحقها ويحافظ عليها،
ارتبكت هدى من نظرت زوجها الحادة الي فرحه وقالت تلطف الأجواء بينهم:
وبعدين معاك يا فاروق انت كده هتخوفها منك، يلا اخرج خليها تاخد راحتها ولما تفوق ابقي اتكلم معاها
أنت تقرأ
رواية ( بنت الوادي) الكاتبة/ سلمي سمير
ChickLitبنت جميلة كتب عليها القدر مصير مظلم وحياة ام تختارها، فضاع حلمها واغتيالت براءتها وفطرتها التي تربت عليها دون ذنب جنته فهل تعود الي الوادى الذي سرقت منه ام تظل تائهة في دروب الحياة