الفصل (٢)

10.3K 304 49
                                    

#اقتراح_ظالم
#البارت_الثاني
*****************
ليس لنا مهرب من اقدرانا وما كتب علينا نصيبًا، فان رضينا بما قسم الله لنا كانت الحياة اخف وطئ علينا وعلي احلامنا التي لن تهرب منا امام اصرارنا؛

اشرقت شمس صباح اليوم المنتظر، استيقظت فرحه كي تساعد في تحضرات الزفاف مع العاملين بالفيلا، الا ان امتثال اختصتها بكل ما بخص ابنها فقط؛
طلبت منها ان تقوم بتجهيز العشاء الخاص بابنها وعروسه بعد تحضير الفطار

امتثلت فرحه الي طلب الهانم، وقامت بتجهيز الفطار اول الامر، فاخذت منها امتثال الافطار وصعدت الي غرفة ابنها الذي لم يستيقظ الي الان

كانت الحركة في الفيلا دؤوبه لا تتوقف من تجهيزات العرس، وتعليق الزينات التي جعلت فرحه تنبهر بها وتمنت ان تنال لو القليل من ذلك يوم زفافها علي ابن عمها فاروق الذي سيكون خلال ايام

رات العمال وهما يعدون الكوشة للعرسان ونظرت الي المقاعد الوثيرة وسط حديقة الفيلا وحسدت العروس علي تلك المراسم التي ستجعل ليلة عرسها لا تنسي
واثناء ذلك اتي شخص من وراءها وسالها بلهفه:
انت يا شاطرة هو فين فريد بيه او امتثال هانم

استدارت اليه فرحه وطالعته بدهشه. بسبب نظراته اليها التي كانت تتفحصها بتعجب واستغراب وقال:
ايه ده انت مين انا اول مره اشوفك هنا، يخرب بيت جمالك هو في كده

امتعضت من تفحصه بها وردت عليه بحدة:
الهانم في اوضة فريد بيه، اي خدمه وحضرتك مين

ابتسم السائل من ردها الحاد وطالعها باعجاب قائلًا:
مش مهم انا مين انت اللي مين، و بتعملي ايه هنا

همت بالرد عليها فلاحظت تحديقه فيها باستغراب ففهمت السبب حين رات انسدال احد ضفائرة من تحت طرحتها مدت يدها وربطتها في اختها وردت علي بتوتر :
انا ضيفه عند الهانم لحد الفرح، ها في حاجه تاتي عايز تعرفها، قولي بقي انت مين وعايز ايه

حامت عيناه عليها دون توقف كانه يريد حفظ ملامحها الجميلة الهادئة بسحرها الخلاب الذي يجذب الروح والنفس قبل العين وقال بانجذاب ملحوظ:
انا عادل منصور صديق فريد، بس الواضح انك ضيفه من العزبة لبسك وطريقتك وضفايرك بيقول انك فلاحه اصيله لسه خام وعلي سجيتك
بس عارفه انت لو من المدينه كنت بقيتي ملكة جمال مصر بلا منازع، اسمعي لو عندك النية كلميني وانا هحطك علي اول طريق الشهرة والنجومية

حدقت فيه بذعر وصاحت بعنف ردًا علي عرضه:
طريق ايه يا اخينا انت، هو كل اللي يهمكم الجمال
وبس مفيش حاجه عندكم اسمها اخلاق واصول ، استغفر الله العظيم، ناس مخها فاضي
بقولك ايه اتفضل ادخل للبيه جوا، وطلعني من نفوخك الله لا يسئك انا حالي عجبني كده وراضية بيه قال ملكة جمال قال بلا وكسه

ضحك عادل من مفرداتها العفوية التي ردت بيها عليه دون ادني عناء تعبيرًا عن سخطها ورفضها التام بان جمال الوجهه هو المقياس الوحيد لجمال المراة، مما جعله ينبهر بحسن خلقها ونضج عقلها، فاخذ يضرب كف بكف وقال باسف:
وربنا يابنتي انت خسارة، مقومات الجمال عندك مش في ملامحك بس، لا انت عندك حضور وكاريزما مصدفتش زيهم في اي بنت من البنات خلال فترة عملي معهم، بقولك ايه فكري في عرضي مش هتخسري حاجه صدقيني

رواية ( بنت  الوادي)  الكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن