الفصل (١٤)

9.5K 233 52
                                    

#قلب_مكلوم
#البارت_الرابع_عشر
****************
إلى ابني،الذي غادر مبكرًا جدًا،لست بحاجة إلى أي شيء في هذا العالم، الا أن أرى وجهك الجميل مرة أخرى، لقد تركتني مبكراً يا ولدي وسأفتقدك إلى الأبد سأحتفظ بذكرياتك حية ولن أتوقف أبدًا عن الغضب من الحياة لفراقنا عن بعضنا البعض. لكني سأظل راضي بقضاء الله. فريد الديميري
________
وقف وسط المقابر يحمل جسد طفله الصغير ضمه الي صدره بقوة وقبله قبل أن يوريه الثري
بعدها انصراف الجميع بعد أن قدما له واجب العزاء
وقفت والدته تبكي وزوجة عمه فنظر اليهم فريد:
لو سمحتي يا ماما خدي مرات عمي واتفضلو، انتو وياريت مفيش حد يكلم سوسن في حاجه لحد ما اقعد معاها وافهم ايه اللي حصل لحافظ بالظبط

ردت عليه زوجة عمه وحماته في نفس الوقت:
ما انا قولتلك يا فريد أن سوسن مش في الفيلا، بعد ما الولد مات مشيت وسابتنا وقالت محتاجه يومين تستجمع فيها نفسها بعيد عنا بالذات بعد اتهام والدتك ليها بالاهمال فيه والتسبب بموته

اخذ فريد نفس عميق ونظر الي أمه وقال:
طيب يا ماما شكرًا لمساعدتك ليا بجد، اظن انا قولتلك ملكيش دعوة بيها، ليه تجرحيها وتتهميها
بدون دليل أو برهان،

دنت منه والدته امتثال تعتذر منه وتواسيه في موت ابنه وحفيدها،لكنه بعد عنها وتجنبها قائلًا بحزم:
لو سمحتي يا ماما ارجوكي سبيني لوحدى محتاج اقعد مع ابني قبل ما أودعه

لم يكن في يدها شئ تفعله فأخذت زوجة عمه وحماته ووذهبت بها الي بيتها في المزرعة،
ام فريد فجلس أمام قبر صغيره الذي رحل عن العالم دون أن يري من الحياة خيرها او يقاسي من شرها

دمعت عيناه علي فراقه وتذكر محادثة والدته اليه التي أبلغته فيها بخبر وفاته وقال لها بالم:
ماما بتقولي ايه حافظ مات، ازاي الدكتور قال إنه بيتحسن مش ممكن اخسره هو كمان، يارب لو ده اختبار ليا صبرنا يارب، يارب رحمتك يارب

تنهد بالم واكمل حديثه معها قائلًا:
ماما اوعي تدفني حافظ الا لما اجي، عايز اشوفه واضمه لصدري لاخر مره في حياتي الصبح هكون عندك باذن الله، مش هتاخر عليكم

اغلق معها الاتصال،حاول الحجز علي اول طيارة ذهابه الي مصر وحين لم يجد حجز علي طائرة ذاهبه الي المانيا ومنها اللي مصر ووصل في تمام السادسة صباحا تاني يوم
من أن وصل الي الفيلا هرع الي غرفة صغيره حافظ فرآه ممدد في مهده بلا حراك، خطفه من فراشه ضمه الي صدره بقوة واعتصر جسده في عناق قوي

انتفض فريد حين شعر ببرود جسده الذي كان بارد كبرودة الثلج، نزلت دموعها الساخنه علي وجنتاها
وقال محدثًا إياه بالم يجتاح جوانحه:
اه يا حافظ فارقتك مرتين مره في ابويا ومره فيك
هو انا مكتوب عليا الم الفراق لكل غالي
ظل يبكي فراق ابنه ويضمه الي صدره في حالة من الجنون يريد أن يبعث الدفئ في جسد الصغير البارد
كل هذا كان بلا جدوى فروحه فارقت جسده وأصبح جثة هامدة خالية من الحياة والدماء
بعد فترة من الوقت ارتضي بقضاء الله، وبدا تغسيله بيده وتكفينه واه واه ما اصعب علي الاب تكفين صغيره بيده، فقد كان قلبه يتمزق ويدمي المًا

رواية ( بنت  الوادي)  الكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن