الفصل السادس والعشرون

14.8K 280 41
                                    

#تخطيط_ماكر
البارت السادس والعشرون
**************
من قال إنّ الحب في لحظة يضيع، من قال إنّ الورد يذبل في الربيع، فالحب هو دفء القلوب، والنغمة التي يعزفها المحبّون على أوتار الروح، هو شمعة الوجود، وسلاسل بلا قيود، ومع ذلك يحتاجه الكبير قبل الصغير، فالحب لا يولد بل يخترق العيون كالبرق الخاطف المجنون، فهو الشفاء للروح من الهموم

ظلت فرحه تنظر الي فريد بذهول ونهضت عن ساقة وسألته بريبة وحيرة تتاكلها:
انت عملت كل ده علشان تتجوزني،  لكن نسيت انت خطفتني من خطيبي اللي كان بيموت عليا
طيب ليه مجتش وكلمتني دوغري، علي كده اتفقت مع مامتك تغصب عليا بحجة أنها تعالج ابويا صح

لاحت نظرة حزينه في عين فريد لشكها في نواياه نحوها، هو ليس بخاطف او سارق، لكنه عاشق، كيف لا يكون اناني فيها وهي قدره ومعشوقة قلبه:
نهض من جلسته واقترب منها امسكها من كتفها وقال بنبرة حزينه وحادة؛
بصي في عيني وقولي اني خطفتك يا فرحه، قول ان سعادتك مش معايا وراحت بالك وقلبك اللي بقي ملكي وسلمتيه انت برغبتك ورضاكي

تنهد بقوة ثم زفرة أنفاسه الثقيله الجاثمه علي صدره واكمل بنفس القوة والحزن:
مش هنكر اني بسببك أخطأت لاني تعديت علي اخ مسلم، لا يخطب مسلم علي خطبة أخيها المسلم
لكن مين فين مش خطاء، لو غلطي في حق فاروق يساوى سعادتك  وسعادة قلبي وروحي فأنا بتحمله،
بطيب خاطر، يا فرحه انت طيفك فضل سبع سنين بيطلردني، مسالاتش نفسك ليه
علشان لما ربنا يجمعنا بيكي، مسمحش لذنب يغفر يبعدك عني، انت نفسك طلبتي متخلاش عنك
ثم اسالي نفسك، قبل ما تحاسبيني، كنت هتبقي سعيدة مع فاروق لو جوابك اه
هسالك انا ليه معرفتش اكون سعيد مع غيرك، سوسن كانت بتعشقني ورغم كده مقدرتش أحس بيها
فضلت زوجتي اربع شهور بدون أي رغبة ليا فيها، حتي لما بقت مراتي، علاقتي بيها كانت مجرد حقوق عليا بلبيها علشان اكسب رضي الله
لكن انت كنت حاجه تانيه من اول يوم اتمنيتك حتي لما رفضتيني قلبي وجعني لكن صبرت نفسي بأن العمر قدامنا ومش العلاقة  بس هي أساس الزواج
استكفيت بيك مراتي وفي بيتي وقدام عيني لحد ما ترضي كل ده وتقولي خطفتك
لو فعلا عايزه تكوني منصفه افتكري سعادتي وفرحة قلبي لما بتكوني في حضني وصبري عليكي

صمت فجأة وترك كتفها وأولاها ظهره، شعرت فرحه بانها طعنت كبرياءة وجرحت قلبه، فهي تعلم بانها. اذا تزوجت فاروق ما كانت قاست كم قاست لتنال حبه لكنها لن تكون سعيدة بقرب كم هي الان،
فهي عشقت زوجها حتي النخاع وليس عليه ملامه ان دافع عن حقه فيها حتي ان جرح ابن عمها فهو واحد وهم اثنين فجرحه اهون من جرحهم سويا!

دنت منه واحتضنته من ظهره، ومالت برأسها عليه وقالت بعشق  لا يراف بروحها او قلبها:
حقك عليا يا فريد، انا فعلا كتير كنت بستغرب ازاي بتكون سعيد معايا، واقول معقول بحبني
لدرجة اني قبلت اكمل معاك علشان بس احس  سعادتك اللي يشوفها لما بتكون معايا
وده كان بيكفيني لكن دلوقتي فهمت وعرفت أنه كان عشق صعب انك تتنازل عنه أو تخسره زي ما انا مستحيل اتنازل عنك او حد يشاركني فيك لاني بغير عليك موت وبجنون ، ويشهد عليا ربنا هروبي منك لغيرتي من مشاركة سوسن ليا فيك

رواية ( بنت  الوادي)  الكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن