الفصل (١٩)

11.4K 292 62
                                    

#لقاء_ طال_انتظاره
#البارت التاسع عشر
*****************
الحقيقة هي الشئ المحسوم لكل افعالنا،قد يستاء منها البعض، ويسخر منها الجهل، ويحرفها الحقد، لكنها تبقى موجودة. فان اردت الخدع فافضل وأسلم طريقة لذلك قول الحقيقة البحتة، فلا أحد يصدقها. نصيحه لكل عاقل ، معرفة نصف الحقيقة أشر من الجهل بها.

وصلت فرحه برفقة جاكلين والطفلين الي مطار القاهرة،  بعد غياب طال سنتان وثمان من الشهور،
ما ان وطئت قدماها ارض الوطن، الا وكانت عيون مترقبه وصولها تترصدها وتراقب كل تحركاتها،
اخذت نفس عميق تتشمم فيه ريح وطنها الحبيب بلدها التي تركتها مجبرة خوفًا من مواجهة والدها، بزواجها دون أذنه،
حين تذكرت ابيها وحياتها البسيطة التي كانت تحبها وخطيبها الذي كان سيصبح زوجها لولا ظهور فريد في حياتها التي قلبها راسًا علي عقب وبين ليلة وضحاها أصبحت زوجته شرعًا، بعدما عاد مخمورًا وفرض نفسه عليها ورفضت تطليقها،
فهربت معه بعدما تعذر عليه مواجهة ابيها بزواجه منها ولمرض والدته التي اوصتها الا تخبرها خوفًا عليه من مواجهة عمه،لم يكن امامها الا قبول عرضه بالسفر معه تنهدت بقوة وهي تتذكر الي اين ذهبت بها الايام وكيف أصبح حالها الان؟!
حينها هربت دمعه من عيناها لا تعلم سببها هل هي علي مامضي من عمرها أو خوفًا من ماهو قادم،؟!

رأت جاكلين دموعها كفكفتها وضمتها إليها وقالت:
وبعدين يا فرحه، فين شجاعتك ولا خوفك مآثر عليكي، خلي بالك الجاي محتاجك قوية زي ماكنت دائما قبل فريد لان هو سر ضعفك،
اتذكري انك قوية اوي من غيره شوفي انجزتي ازاي وانت بعيد عنه مجرد ما بيظهر بتكوني في أضعف حالاتك وبتستلمي لقدرك معاه، كانه محور كونك

نظرت الي الجو العام من حولها وقالت بمرح:
شكلي هحب بلدكم جوها دافئ رغم أنه خانق لكن لذيذ، تعرفي دي اول مره اخرج من أروبا
يلا بينا نخلص اللي جايين علشانه وبعدها تفسحيني وتخليني ازور كل حته في مصر قبل ما نسافر، انا ضيفتك واظن عملت معاكي الواجب في انجلترا

استطاعت جاكلين بخفة دمها وروحها انتزاع الابتسامة من وسط أحزانها فردت عليها فرحه بروح شاردة وعيون خائفة مترددة كانها تشعر بأن أحد يراقبها قائلة بعفوية وتلقائية:
من عيني بس لعلمك انا وانت عايزين اللي يفسحنا لاني زيك معرفش حاجه في مصر غير بلدى والوادي اللي اتربيت فيه، لكن اللي يسال مايتوهش يلا بينا

استقلا إحدى سيارات الأجرة ووصلوا الي الفندق التي قامت جاكلين بالحجز لهم فيه
استقبلها عامل الاستقبال بحفاوة واعطاها مفاتيح الجناح الخاص بهم ومعها كل ما طلبت عن نظام رعاية الأطفال بالفندق،

قرات الإرشادات ومواعيد الرعاية، التي كانت متاحه من الثامنة صباحًا الي السادسة مساءًا، فاطمئن قلبها فبذلك يستطيعون أن يسافرو إلي البلد لملاقاة أهلها دون اخذ الطفلين معهم فتنهدت براحه:
الحمد لله كده مشكلة السفر اتحلت والاولاد هيكون في امان ومتوفر ليهم الرعاية بعيد عن متقلبات الجو والسفر بيهم وبهدلتهم معانا، ويعالم هيحصل ايه،

رواية ( بنت  الوادي)  الكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن