اقتباس

8.8K 152 13
                                    

بعد  انتهاء حفل الزفاف أصر فريد علي أن يرافق أصدقاءه كي يحتفلا معه  بليلة زفافه قبل سفرهم،
دخل الخمس أحد الملاهي الليلة التي لا تخلو من الفتيات الكاسيات العاريات، واجود انواع الخمر، نظر فريد الي الجو المحيط به وسألهم بريبة وضيق:
سؤال يا دكاترة احنا ليه

رد عليه أحدهم:
جيب نفرح بيك ونأهلك لليلة زفافك يا عريس،

غمغم فريد بضيق ونظر باشمئزاز الي الفتاة التي دنت منه وطلبت منه أن ياتي له كاس من الخمر، ابتعد عنها بنفور واستقام مهندمًا بدلته وقال:
اسف يا شباب مش علشان نفرفش وننبسط نخسر دينا، انا بعتذر منكم مش هقدر استمر معاكم في المسخرة دي عن اذنكم،

امسكه عادل من ذراعه وقال له ساخرًا:
مالك بس يا دكتور أصحاب عايزين يعملوا معاك واجب، دي ليلة في العمر، بقولك ايه بلاش خمره خدلك كاس بيره يدفي قلبك

اخطفت عادل أحد  الزجاجات المشبرة ومدها اليه دفعها فريد بعيدًا عنه وصاح فيه بغضب:
عادل الزم حدود، انا مش بشرب مشروبات لا روحية ولا كحولية ولا طاقة، وانت عارف عني كده كويس
واظن كفاية سخافه لحد كده انا ماشي

ضحك اصدقاءه وهم يرونه يصبو الي المغادرة فقال له أحدهم:
يا عم اهدى علي نفسك شويا، العروسة مش هطير، اقعد معانا شويا دي ساعة الحظ متتعوضش

تهكم فريد ورد عليه ساخرًا منه:
دي مش ساعة حظ ده بداية الطريق لجهنم، انا مش مستعد بدل ما ادخل دنيا برضا الله اغضبه

قطع حديث علي اثر رنين هاتفه، آخرجه من جيبه ورد بلهفه:
دكتور خليل خير بتتصل بيا ليه دلوقتي

إجابة الطبيب بتردد:
اسف والله يا فريد بيه، عارف ان الليلة ليلة زفافك
واستغربت انك مكنتش مع والدتك وقت نقلوها للمستشفي، بس الواجب يحتم عليا ابلغك أن الهانم مصابة بجلطه في القلب

خرج فريد مسرعًا من الملهي دون أن يوضح لأحد من المتصل به الذي جعله بتوتر هكذا،
اخذ عادل ينادى عليه وحين لم يعيره انتباه اسرع خلفه محاولًا اللحاق به لكن فريد كان استقل سيارته وانطلق مسرعًا الي المستشفي الاستثماري الخاص بعائلتهم،
وصل إليه في زمن قياسي، ودلف مهرولا الي غرفة الطبيب وسائلًا عن وضع أمه:
طمني يا دكتور ماما عامله ايه دلوقتي، والجلطه لحفتوها ولا لاء

أشار إليه الطبيب كي يجلس وقال له:
اقعد يا دكتور فريد  والدتك بخير، بس هتفضل في الرعاية معانا لفترة، والحمد لله لحفني الجلطه وكل شئ تمام وتحت السيطرة

اخذ فريد نفس عميق واخذ يردد:
احمدك يارب احمدك يارب، لو سمحت يا دكتور ممكن اشوفه،

هز الطبيب راسه مواغقًا ونهض من خلف مكتبه لكي يذهب معه وأثناء خروج سأله:
انت كنت فين وقت اصابته كنت عايز اعرف السبب،
ومين البنت اللي جت معاها انا اول مره اشوفها، ومش عارف اتصرف معاها ازاي

رواية ( بنت  الوادي)  الكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن