Part 01

16.3K 600 244
                                    

تاريخ بداية الرواية: 2023/05/18

.........................

|الفصل الأول|البداية|
.........................

«جيش المرء في هذه الحياة عائلته»

يالها من عبارة سخيفة لم أستطيع إدرك معناها أبداً ولا أظنني سأفعل ذلك ذات يوم.

لأني دائماً ما كنت أسمع طوال فترات حياتي كلها مقولات تمجد الأسرة وتصف الأجواء الحميمية التي تحتويها بل وحفظت تلك المقولات عن ظهر قلب

ولكن في بيتنا كان يحدث العكس وبدلاً من أن تكون الأسرة سنداً للأبناء كانت أكبر عائق بالنسبة لي والحاجز الوحيد الذي لم أستطيع كسره مطلقاً.

وكوني الفتاة الوحيدة لعائلتي قد يجعل الجميع يظنون أنني أعيش في دلالٍ ونعيم، ولكن في الحقيقة كنت أعيش وفق قيود تسلب حقوقي بالكامل والتي يطبقها المسمى أبي ويلقى الدعم الكبير من قبل والدتي وكل هذا كان يحدث على حساب حريتي الشخصية وتحت شعار نحن أدرى بمصلحتك منك

أساساً أنا لم أعرف معنى الحرية الشخصية إلا في الكتب المدرسية وهذا ما ولد داخلي الكره الشديد لزواج وتأسيس العائلة وبدلاً من أن أكون فتاة مطيعة ومهذبة للعقيد والدي كنت أشد سوءاً وعصياناً له
______________

بداية القصة:

كنت لا أزال أبكي و أنوحُ على السرير داخل غرفتي عندما دخلت والدتي ذات الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين وهي ترتدي فستانها الأحمر القصير وتجر خلفها حقائب السفر لتقول بعد أن إستقرت بأقدامها أمامي

-ضعي أمتعتك في هذه الحقائب، سنسافر إلى ألمانيا بعد ساعتين

رفعت بصري إليها أناظرها بعينين محمرتين من شدة النحيب ثم قلت في غضب عارم

-اللعنة، لما عليا دفع ثمن خطأ أنا لم أقترفه، إن كان أبي هو من قتل أحد جنودهم، أخبريني لما عليا الزواج أنا لتهدأت الأوضاع بينهم

رمت الحقائب على السرير بجانبي ثم فتحت خزانتي وراحت تجمع الثياب منها وتضعها بداخل الحقائب مجدداً عندما فقدت الأمل في أنني سأفعل ذلك بينما تستمع لحديثي المعتاد والذي أصبحت تحفظه عن ظهر قلب قبل أن تجيب فور إنتهائي

-إسمعيني أيتها الغبية، والدك يدرك مصلحتك جيداً، سوف تصبحين بفضله زوجة اللواء الألماني وستكونين من أفراد عائلة الكولونيل جيون......إنهم يتقيدون أعلى الرتب والمناصب في ألمانيا و لديهم سلطة و نفوذ كبير في بلاد

1945حيث تعيش القصص. اكتشف الآن