|الفصل الخامس عشر|تعاويذ يلقيها شيطان وفتاة تجتنب الرزيلة|
..............|برلين _أمانيا|21:40|
ـــــــــــــإنشلت أطرافي عن الحراك فعجزت عجزاً كلياً عن متابعة السير خطوة واحدة للأمام بل بالكاد إستطعت الوقوف حينها من هول ما سمعت
كان كل ما إستطعت القيام به آنذاك هو التنفس بهدوء والتمسك بأعصابي التي أوشكت على الإنهيار ليكمل والدي قائلا
-على الأغلب يريدون منك تنفيذ ذلك في أقرب الأجال وبأي طريقة ممكنة، المهم هو أن ينتهي ذلك الرجل فهو بمثابة عقبةٍ كبيرة تحجب عنا تقدمنا
إبتسمت بسخرية من الوضع أو ربما بمرارةٍ لأعتبارهم لي كدمية يحركونها كيفما أرادوا ذلك.....لست أعلم أي المشاعر باتت تستعمرني الآن ولكن مع ذلك أسترسلت بحنقٍ
-ولكن أظن أنه كتب في العقد بأنني سأصبح زوجة في هذا البيت وليس قاتلة...ما الذي تغير فجأة؟
أطلق ضحكةً صاخبة عبر الهاتف كانت بمثابة سخرية واضحة من حديثي ليقول بعدها مباشرةً
-نحن لم نرسلك إلى هناك بهدف أن تصبحي زوجة لهم، بل أرسلناكِ كعميلة وأنتِ تعلمين ذلك فلا تدعي الغباء....أنجزي العملية وعودي إلى الوطن
دفعت شعري للخلف ثم أخذت نظرة خاطفة حول المكان لأتفقده فلا وجود للأمان والإستهتار في مثل هذا الوضع و الحذر أمر بات ضروري
وبمجرد تأكدي من أن الحديقة التي كنت أقف فوق أعشابها خاوية بأكملها عدا أولئك الحرس الذين كانوا يطوفونها ذهاباً وإياباً حتى أردفت بخضوع وإستسلام
-حسناً وماهو الموعد النهائي لإتمام هذه المهمة
أجابني بنبرة حادة وأكثر حزماً وصرامةً
-لا يجب أن تكون مراسيم دفنه في شهر مايو فالحر غير مناسب لمثل تلك الأجواء الحزينة، لذلك عجلي به قبل مجيء الصيف
-حسناً ليكون ذلك من أجل الوطن
نبست بموافقتي حالما إنتهى من إلقاء تعليماته ثم أغلقت الإتصال وأعدتُ هاتفي حيث كان مكملةً بعد ذلك سيري نحو المنزل
لقد كانت أحرفي الأخيرة تحمل بين طياتها الكثير من الوفاء والإخلاص للوطن، ذلك الوطن الذي قدمنا ولا نزالنا نقدم له العديد والعديد من التضحيات ولكنه في المقابل يستمر في حرق أحلامنا وتحويلها إلى رماد تدفن به تلك الأرواح الحالمة

أنت تقرأ
1945
Actionلم يخبرني أحد بأن حياتي ستنقلب رأس على عقب بمجرد أن تطأ قدامي هذا البلد اللعين وأنني سأتجرد من جميع معتقداتي التي لطالما أمنتُ بها لتستبدل بأخرى خارجةً عن المألوف......والأهم أنهم لم يخبروني بأنني سأكون أول بريطانية تقيم علاقة رفقة ألماني بدافع المص...