1945

Part 05

|الفصل الخامس|إعتراف جريئ وبداية المعركة|
......................

حدقت في منتصف عينيه لثوان ثم أسدلت جفوني وأومأت له إيجابا ليشير لي أن ألحق به قائلا

-سنتحدث بجانب بحر "يانوفيتس"

حركت رأسي مجددا ثم سرت خلفه بصمت وكل مايسمع بيننا هو صوت خطواتنا ونحن نخرج من الكنيسة متوجهين إلى الخارج

فتح باب سيارته الجانبي وأشار لي بالصعود ولكني إمتنعت عن الركوب بصحبته وقلت بينما أتابع السير نحو سيارتي

-لقد منعني الراهب من هذا، سيكون من الأفضل لو ذهب كل منا في سيارته

لم يُعارض الفكرة أبداً بل أظهر موافقته التام وشرع يركب سيارته في صمت مثلما فعلت أنا تماماً لينطلق بعدها مباشرة يشق طريقه نحو بحر "يانوفيتس" بينما ألحقه أنا بسيارتي  

ربع ساعة من السير المتواصل قبل أن تتوقف سياراتنا أمام أحد المنحدرات المطلة على ذلك البحر حيث كانت الأمواج تتلاطم مع الصخور الكبيرة

نزل من السيارة ثم وقف ينتظرني هناك على بعد متر واحد من سيارتي ووجه مقابل لتلك المياه الزراقاء

أبصرته بتمعن للحظات وكل مايجول في رأسي هو حديث الراهب ونصائحه

أيعقل أنه الشيطان ذلك الذي يريد إرتكاب الرذيلة معي أم مجرد تهيأت تدور في عقلي فقط

اخذت أفتح باب السيارة بثبات قبل أن أطأ بأقدامي الأرض ورحتُ أسير نحوه في هدوء عميق، وما إن إستقرت أقدامي خلفه تمام حتى قلت أفتتح الحديث معه

-أنا أسمعك الآن حضرة الكولونيل

إستدار بجسده نحوي وهو يضع يديه في جيب سرواله مرتدياً قميصا أسود فُتِحَت أزراره الأولى ليظهر وشم التنين الذي كان مرسوماً على رقبته ببراعة ثم تنهد بعدها قائلا

-لم يسبق لي وأن كذبتُ في أمر ما ولن يحدث ذلك اليوم أيضا، لذلك سأخبرك الحقيقة بأكملها

أخذت نفسا عميقا في أخر حديثه متمنية ألا يكون إحساسي صحيحا وأنتظرت متابعته ليكمل في ثبات

-أجل أنا منجذب إليك بشدة وبشكل غير مريح

رفعت بصري إليه بصدمة إثر ماتسمعه أذناي، لم أكد أصدق أن الذي يتحدث هو شقيق زوجي، بل لم أصدق بعد كيف أمكنه قول شيئ كهذا دون أن تتزعزع ملامحه الحادة

عاد لوضعيته الأولى وهو يقابل البحر، وتركته يتولى زمام الحديث عني لكون لساني كان عاجزا عن الحراك ولا يملك أي تعليق لما يحدث حولي الآن