Part 11

6.3K 347 95
                                    

|الفصل الحادي عشر|جولتان على الروليت وأرقام إباحية|
..................

إبتسمتُ بسخرية بينما أحدق بكأسي ثم أسترسلت مجيبة بنفس النبرة التي إعتلت ملامح وجهي

-أجل...ولكنه كان مجرد لعينٍ لم يستحق ذلكَ الحب أبداً

أخذت رشفة من عصيرها بينما تستمع لحديثي لتقول بتساؤل بعد أن إستولى الإستغراب على معالمها

-هل قام بخيانتك؟

-لا بل تخلى عني عندما قررت الهرب بصحبته من البيت

سحبت تلك الإيطالية كرسيها لتندو به أكثر نحوي كي يتسنى لها سماعي بوضوح، وقد كان يبدو عليها الإهتمام البالغ لقصة الحب الفاشلة تلك

أخذت أبتلع كل مافي جعبة كأسي دفعةً واحدة ثم أشرت لنادل بملأه مجدداً قبل أن أكمل سرد القصة بغضبٍ شديد كلما تذكرتُ تلك الحادثة الفضيعة

-كما أخبرتك في السابق...والدي رجل سيئ جداً وكل ما يعرفه هو فرض السلطة والقوة على الجميع وإخضاعهم لأوامره إما طوعاً أو كرهاً حتى أفراد عائلته...وقد كان يريد أن يزوجني من رجل سياسي تعرف عليه بينما أنا رفضت الزواج بشدة لأنني كنتُ مغرمة بذاك المغفل اللعين

ربتت على يدي عندما رأت إرتجاف شفتاي السفلى وإهتزاز نبرة صوتي نتيجة الدموع المتراكمة في مقلتاي ومع ذلك تركتني أواصل الحديث دون مقاطعتي

-عندما إقترح علي ذلك الأحمق الهرب معه لتخلص من ذلك الزواج الإجباري وتأسيس حياةٍ برفقته في مكان أخر، لم أعترض ووجدت نفسي أهرب برفقته من البيت....ولكن سرعان ما تخلى عني في أول أسبوع لنا كونه كان رجلاً شهوانياً يريد جسدي فحسب بل وقام بضربي ليحصل على ذاك، وبعد إنفصالي عنه إضطررت لنوم في الشارع والتشرد كوني كنتُ مدركةً أن عودتي للبيت مجدداً ستجلب نهايتي وتعرضني للعقاب وهذا ما حدث بعد عثور الجنود علي أعمل في أحد البارات الليلة

حدقت بي صاحبة العيون الفيروزية بحزنٍ ثم أردفت بصوتٍ منخفض

-وما كان إسمه، هل تتذكرينه؟

إعتصرت كأسي بقوة و بتعلتُ مافيه مرة أخرى عله يفقدني الذاكرة ثم ضربته على البار بقوة قائلة

-مارسيل....مارسيل غلوستر

عقدت ساعديها على حافة البار ثم أشاحت ببصرها عني نحو الأمام وأردفت بنسيابية

-من الواضح أنكِ أحببته بصدق

تأملت الفراغ لدقائق ساد الصمت فيها بيننا بينما أكرر جملتها البسيطة تلك وأتذكر ملامح مارسيل وتفاصيله لأنبس بصوت منخفض تتخلله الخيبة الكبيرة

1945حيث تعيش القصص. اكتشف الآن