Part 21

1.6K 90 41
                                    

|الفصل الواحد والعشرون |الوجه الآخر لشراكة وشيطان على مشارف الرزيلة|
............

أطبقتُ شفتايا بعجز تام عن الرد وشعرت بجفاف كبير على مستوى الحلق بينما أبصرها بدهشة ممزوجة بالرهبة محدقةً بعينيها اللتان كانتا تحملان من الحقد والبُغض ماهو كافٍ لإحراق أوروبا مرتين وتحويلها إلى رماد

عينان توحيان بمدى الثقة العالية في كل كلمة تلفظتها قبل لحظات لتُلقي بها على مسامعي مباشرةً منتظرةً مني إجابةً واضحة أو على الأقل كذبة منطقية من نسيج شفتاي أواري بها تهمتي الشنيعة، لتردف بعد طول إنتظار وقد أرجحت مقلتيها نحو إبن شقيقها الجالس هناك والذي كان لوجهه نصيب أيضاً من الذهول والإستغراب المتراكم خلف ملامحه الجامدة وهو يستمع لها قائلةً

-أم أنني مخطأةٌ في هذا؟

إبتسمتُ ببلاهة محاولةً تظليل شكوكها والفرار من سكاكين إتهاماتها التي باتت تحاصرني من كل إتجاه، رغم أن الفرار من سيدة واثقة كهذه قد يبدو شيئاً أشبه بالمستحيل لكونها لا ترمي بنفسها وسط ميدان المعركة دون سلاح ومع ذلك قلتُ لها بصوت متزن ورفعةٍ

-لو كنتُ حقاً كما تصفينني ياسيدة صوفيا لما كنتُ قد تركتكِ تسترسلين معي في الحديث إلى هذا، وكنتُ قد حولتكِ فوراً أنتِ وهذا الجالس على جانبك إلى قائمة الموتى الخاصة بي بما أنه ليس هنالك أي حرس بالغرفة

ثم أكملتُ هامسةً بالقرب من أذنها وقد دنوتُ نحوها بقدماي قليلاً بعد أن أخذتُ نظرةً خاطفة من ذلك الغرابي

-ولا أظن أن لدى بريطانيا هدف أهم من قتل إبن شقيقك الكولونيل وباقي أشقاءه وإن كنتُ حقاً عميلة لقتلتهم من أول ليلة لي هنا دون أي مجال للإنتظار.......أليس كذلك!

رفعت حاجبيها نحو الأعلى مبديةً إعجابها المصطنع وهي تناظرني كما لو أنها لاتزال تشك في مصداقية حديثي قبل أن تشرع في الرد عليَّ ساخرةً

-كنت سأقول نفس الأمر لو أنك كنتِ عميلة لدولة أخرى قد لا نعرفها جيداً....ولكنكِ بريطانية مع الأسف، ونحن نعرفكم حق المعرفة فليس هنالك أحد في العالم يتعامل مثلكم بحقارة وخبث عندما يتعلق الأمر بالمصالح لكونكم تعشقون الطُرق الملتوية

أبصرتها بنظرة غاضبة بينما أواصل الإستماع لكلامها المهين والموجه نحوي في علانية وقد كانت تحاول من خلاله إبراز مكانتهم وأخلاقهم الرفيعة التي لا وجود لها من الأساس قبل أن أقول بنبرة حادة ،أضمُ ساعداي حول صدري بحزم

-ربما نحن في نظركم كذلك.....ولكن صدقيني نحن لا نفعل ذلك إلا معكم فهذا هو مستواكم وما يليق بكم أيها النازيون أحفادوا هتلر

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

1945حيث تعيش القصص. اكتشف الآن