1945

Part 16

|الفصل الخامس عشر|خبايا ومكائد تحاك خلف الستار|
..............

إتسعت أعيوني بصدمة وشعرت في تلك اللحظات كما لو أن الزمن قد توقف لثوان معدودة لم أكن أسمع فيها سوى صدى صوتها وهو يتردد في أذني من بعيد

لقد بات الوضع حرجاً للغاية وبريطانيا لن تتفهم إطلاقاً بأن هنالك إمرأة حاملاً وسط هذه العائلة.......سيتنهي أمرهم جميعاً دون إستثناء حالما يموت ذلك الغرابي خوفاً من عودتهم للإنتقام

كنت أغرق شيئاً فشيئاً في بئر أفكاري وأنفصل تدريجياً عن الواقع المحيط بي إلى أن جاء صوتها فجأة لينتشلني من ذلك الضياع وهي تقول مربتة على كفي

-سيسيليا ما الأمر....تبدين غير سعيدة بالخبر؟

نظرت لها ببتسامة مصطنعة جاهدة كثيراً لرسماها على شفتاي ولست أدري إن كانت ستقنعها حقاً بأنني سعيدة أم لا ولكني مع ذلك أردفت قائلةً

-أيعقل ألا أفرح بخبر كهذا أكاد ألحق من شدة السعادة...مُبارك لكِ

عانقتني بقوة وهي تمسح بكفيها على ظهري وتلقي عليّ سيلاً من عبارات الثناء والشكر التي عادةً ما تقال في مثل هذه المناسبات بينما رحت أنا أجاريها في ذلك داعيةً من أعماق قلبي أن يكون كل هذا مجرد كابوسٍ لعين يروادني الآن لأنه إن كان حقيقة فسيكون مصير ذلك الطفل هو الموت قبل رؤية ضوء الحياة

إلتفتُ نحو زوجها حالما فصلنا العناق ثم أَحنَيتُ رأسي قليلاً مسترسلةً إليه بتهنئةٍ

-مبارك لكَ أيضاً

حرك رأسه في إماءةٍ خفيفة كرد على تهنئتي له ورغم إدعاءه لسعادة نتيجة حديثي الأخير إلا أن الكره والرغبة في قتلي كان تبرزُ من عينيه بوضوح ولكنه مع ذلك قرر أن يرد قائلا بودٍ زائف

-شكراً لكِ سيدة سيسيليا...ونعتذر بشدة على جعلكِ تقلقين لهذه الدرجة

إبتسمت في وجهه بتكلفٍ ثم وجهت أنظاري لألبرت حينما بدأ في الإقتراب من سيلين ليبسط يده اليمنى أمامها وقد كانت ملامح وجهه المتشنجةِ من الشدة الفرح تدل على مدى سعادته بالخبر مردفاً بعدها ببتهاج

-مبارك لكما...أنا سعيد جداً اليوم وأخيراً سينضم طفل آخر لعائلة وسأحرص على تمضية الوقت بأكمله معه

صافحته تلك الإيطالية بودٍ بعد أن أومأت له بشكر وإمتنانٍ مسترسلةً

-شكراً جزيلاً لكِ....بلا شكٍ سيكون إبني محظوظاً للغاية كونه حصل على عمٍ مثالي مثلك