Part 19

1.2K 80 21
                                    

|الفصل التاسع عشر|شيطان يستلذ بالقتل وملاك على مشارف الموت|
.............

قفز ألبرت من مكانه بسعادة وأنفجرت أسارير وجه ببتهاج واضح لم يكد يخفيه تحت وطأة ملامحه الغاضبة وراح يعانق والدته ذات الشعر الأبيض والبشرة المتجعدة والتي لفرط سعادتها بالخبر بدأت تذرف بعضاً من الدموع وهي تشكر الرب من حين لأخرى على تحقيقه لرغبتها الوحيدة والملحة

وشاركتهم اللحظة زوجة إبنها الأكبر وصاحبة الشعر القصير وهي تصافحهما أيضاً وتتبادل معهم التهاني فهُم وأخيراً قد تخلصوا من لعنة حلت على رأسهم كما يصفونني دائماً وهاهو ذا ألبرت قد بات حراً من جديد وربما سيحصل في أقرب مدة على زوجة ألمانية تطابق متطلبات والدته وهاهي ذي نيكول أيضاً ستتخلص من أشرس عدوة لها وستنعم بإستقرارها مجدداً كما سأنعم أنا بذلك إذا ما وافقت على نهاية الزواج

بقيت جالسةً في مكاني بصمت أطالع من حولي فقط وهم يحتفلون بسعادة على الرغم أنه من المفترض أن أكون ضمن هذا الإحتفال أيضاً لولا القرار الجديد الذي طبقته بريطانيا في حقي فأرغمتني بذلك على البقاء دون أي إكتراث للحرية الشخصية التي لطالما تدعو وتنشدو العالم إليها صباحاً ومساءاً حتى ثقبت أذانهم

بقيتُ أتابع التحديق بهم واحداً تلو الآخر بينما أُعيان وجوههم الماكرة والتي تتصنع الآن اللطافة والمحبة بإتقان محاولين الظهور أمام هؤلاء الجموع بمظهر العائلة المسالمة جداً

ولكن ما أثر حيرتي حقاً وأشعل لهيب تساؤلاتي هو أنه من بين كل تلك الوجوه السعيدة كان هنالك شخص واحد في المكان تبدو عليه علامات الجمود واللامبالاة أو في الحقيقة كانا شخصان ينبعث منهما نوع من الريبة والإستغراب الموجهان نحوي مباشرة جراء ما يحدث الآن فلم تكن ملامحهما توحي بما يفكران فيه بالضبط ولم يكد السرور يلامس وجه أي منهما بعد سماعه للخبر بل راح يرميانني بنظرات حادة كلما تقابلت أنظارنا ويهمسان كل دقيقة وأخرى لبعضهما البعض بعبارات لا تكاد تفهم أو تسمع وكل ما يمكنني إستنتاجه الآن وبعد رؤية لهذا المنظر هو أنني قد بِتُ في موضع شكٍ بالنسبة إليهم

حاولت جاهدةً الحفاظ على مظهر الواثقة من نفسها وأنني لا أنوي على أي مكيدة أو مؤامرة كما تسول لهم أنفسهم ربما الآن

ليقطع في تلك اللحظة _رياح الشرود تلك_ صوت ذلك الرجل المتكفل بالعقد وهو يمرر لي فوق تلك الطاولة العريضة أوراقاً بيضاء تتضمن أسباب زوال العقد القائم بيني وبين ألبرت والتعويضات الواجب عليهم دفعها وقد وضع قلم حبرٍ أزرق فوقها قائلاً

-تفضلي ياسيدة سيسيليا...وقعي هنا رجاءًا

أزحتُ أنظاري نحو السيد آرثر كي أتفحص ملامحه المتهكمة كنظرة أخيرة قبل إعلاني للقرار فوجدته يشير إلي بمقلتيه أن أرفض العودة لكونه لربما قد راوده بعض من الشك في إمكانية رفضي فهو لا يستطيع الآن إخراج مسدسه والوقوف فوق رأسي مصوباً فواهته نحوي ثم يصرخ فيَّ طالباً التوقيع وشعرت من طريقة تحريكه لقدميه أن الملل بدأ يستحوذ عليه وأخذ من بالقاعة أيضاً يزفيرون الهواء بقلة صبر منتظرين توقيعي لينبس السيد تايهونغ ساخراً وهو يعقد ساعديه نحو صدره عندما طالت فترة تفكيري أكثر من اللازم

1945حيث تعيش القصص. اكتشف الآن