Part 02

8.7K 464 89
                                    

|الفصل الثاني|لقاء أخر|
.........................

عدت إلى المنزل بعد إنتهاء أول لقاء بيني وبين الكولونيل جيون، لم يكن لقاءاً لائقاً ولكنه كان كفيلاً ليظهر لي مدى تسلطه

توجهت للمطبخ بمجرد أن دخلت البيت لأعد لي مشروب نعناع دافئاً أحتسيه قبل خلودي لنوم عله يريح أعصابي قليل.

وبينما أنا جالسة على المائدة أنتظر الماء لكي يسخن بعد أن وضعته في الإبريق الكهربائي، حتى تبادرت لذهني ملامحه وتفاصيل وجهه الغامضة

على الرغم من سواد الليل وظلمته إلا أنني لا أزال أتذكر ملامحه بصورة أوضح، خصلاته السوداء المتساقطة على جبينه وشفتيه القرمزية وفكه الحاد، كل تلك الصفات كانت تجتمع في شخص واحد قابلته قبل لحظات

أفقت من شرودي عندما نطفأ الأبريق و أدركت أن الماء قد صار جاهزاً لتتبعثر تلك الأفكار في الهواء وأكملت إعداد المشروب في صمت ثم توجه بعدها إلى الغرفة لنوم
..............

|06:00|برلين_ألمانيا|
ـــــــــــــــــــــــــــ

دقت الساعة السادسة صباحاً ليرن هاتفي معلناً عن وقت إستقاظي وما إن فتحت عينايا بصعوبة بالغة حتى لمحت جسد ألبرت ملقياً بإهمالٍ على الأريكة التي أمام السرير 

كان واضحاً من هيئته أنه ثمل غائب عن الوعي، نظرت له لبضع ثوان ثم سرت بخطواتي المتهالكة نحو الحمام لأخذ حمامي الصباحي

خرجت بعد نصف ساعة لأغير ملابسي وأرتديتُ سروالاً أسود قصير مع قيص قصير بنفس اللون يظهر جزءاً من بطني ثم ألقيت السترة السوداء على ذراعي الأيمن وخرجت من الغرفة

كنت أود القيام ببعض الرياضة بما أنه لا يوجد شيئ للقيام به هذا الصباح، وما إن نزلتُ الدرج وجلست على المائدة لتناول الإفطار بعد أن قمت بإعداده بمفردي حتى أتى ذلك المسمى زوجي وهو يرتدي بزلته العسكرية ليسحب الكرسي المقابل لي ويفترشه ملقياً التحية الصباحية

مرت دقائق سادها الصمت والهدوء بيننا فلا أنا أطيقُ الحديث معه ولا هو يفعل إلى أن قلت مخاطبة إياه بنبرة هادئة

-أريد منك إيصالي إلى النادي الرياضي، بما أنك ذاهب إلى العمل

رفع ألبرت بصره عن الصحن بستغراب ليسترسل قائلاً

-ومن المجنون الذي يقوم بممارسة الرياضة في السادسة صباحاً

وضعت كأس العصير من يدي على الطاولة مخلفاً صوتاً يدل على مدى إنزعاجي من حديثه وتلقيبه لي بالمجنونة، ثم قلت بصوت مرتفع

1945حيث تعيش القصص. اكتشف الآن