فراشاتُ الحُب | part3

62 2 0
                                    

انتهى شهر العطلة ما قبل فترة التدريب في المستشفى ، ذهبت لزيارة عائلتي في القطار الإسبوع الماضي و اما عزيز فلم يحدث تطور جديد بيننا ..
لم يجمعنا سوى تبادل الاغاني العشوائية و التي بدأت تتحول يوماً بعد يوم الى احاديث و اعترافاتٍ على شكل أُغنية ..
كل الأشياء التي تربطني بعزيز تُربكني ، حتى اختفائه يُقلقني ..
ذات يوم اتصلتُ بمنال وانا أشعر بحزن كبير ، لم أستطع أن أُخبرها شيئاً فقط طلبت منها المجيء لمنزلي .. جلست بالقرب منها و لم اتمالك نفسي و سقطت باكية بين احضانها .. جلست تُربتُ على رأسي و تحاول تهدئتي و تسألني عن السبب الذي اوصلني لهذا الحال ..
ماذا أقول يا منال ماذا أقول ، هل أُخبرها بكبريائي الذي يمنعني من ارسال رسالة له ، ام عن اختفائه المفاجئ لخمسة ايام متتالية ، حتى بعدما ارسلت له رساله لم يجبني و لم يقرأها أيضاً ..
لقد اخبرت منال تفاصيل علاقتي الغريبة بعزيز ، لقد دُهشت حقاً لانني رفضت الكثير من الرجال في الواقع فكيف لي أن اتأثر برجل لا أعلم من هو
منال : هل ارسل لكِ صورته ؟!
جُمان : أجل ..
منال : كيف يبدو ؟!
اجابت جُمان : انه وسيم ، طويل ذا شعر كثيف و بشرة سمراء ، كان يرتدي قميصاً ابيض و جينز ازرق يقف بالقرب من البحر .. اخبرني ايضاً عن عائلته و عن والدته التي كان يسكن معها في نفس المنزل ..
منال : مالذي جرى بينكم و كيف وصل بك الحال هكذا ؟!
جُمان : صدقيني يا منال لا أعلم ، لا أشعر أنني بخير أبداً ، كل شيء بداخلي ينجذب نحوه بصدق مُخيف .. انه يُشبهني بكل شيء و أشعر بأنني فراشة تُرفرف كلما تحدثت اليه ..
منال : هذا غريب لم اتوقع ان اراكِ ذات يومٍ بهذا المنظر الغريب ، هل جربتي الاتصال به ؟
جُمان : ليس لدي رقم هاتفه ، كل ما جرى بيننا بعض مراسلات و تعارف بشكل بسيط ..
منال : هل أحببته ؟!
جُمان : لا أعلم رُبما لا زال الوقت مُبكراً لأعترف لنفسي بهذا الشيء ، قد يكون شعوراً عابراً او انجذاباً بسبب الفراغ او بسبب اسلوبه الجميل ..
منال : لا اعلم ماذا اقول و لكن آمل ان تكوني بخير عزيزتي ..
بعد ان هدأت جُمان ، تناولا الطعام معاً و ذهبت منال في موعد مع خطيبها كمال ..
بقت جُمان تتفقد الهاتف بين حينٍ و آخر على أمل ان ترى رسالة منه
ولكن ما من نتيجة تُرجى بعد هذا الانتظار ..
في صباح اليوم التالي نهضت جُمان من فراشها بصعوبة و كإنها تشعر بحرارة مرتفعة و آلام في جسدها بسبب الحُمى ..
ماذا تفعل عليها ان تتجهز للتدريب في المستشفى .. نهضت و اخذت حماماً ساخناً و ارتدت ثياباً كثيفة بعض الشي و جهزت كوب قهوة ساخن ، لم تكن في مزاج جيد وخرجت ذاهبة الى المشفى ..
كانت ساعات التدريب شاقة عليها فلم تكن بخير أبداً ، قبل انتهاء ساعات التدريب شعرت بدوار و لكن يداً امسكت بها و منعتها من السقوط ارضاً ..
سحبها هذا الشاب الوسيم و جعلها تجلس على احد المقاعد المجاورة و جلب لها ماءً بارداً ..
مُراد : حرارتك مرتفعة هل انت بخير ؟!
جُمان : لا اعلم ،  أشعر بتعب بعض الشي ..
مُراد : هل لديك سائق ام تتصلين بأحد يقلك الى المنزل ؟!
جُمان : كلا انا سأذهب بسيارتي
مُراد : هذا لا يجوز انت لست بخير و قيادة السيارة بهذا الوضع يشكل خطراً على حياتك ..
بعد كلام الطبيب مُراد اتصلت جُمان بمنال و لكن منال لم تستطع ان ترّد عليها فقد كانت في غرفة العمليات مع رئيس المشفى ..
جُمان : منال مشغولة لم تستطع الرد عليّ ، كان يجب ان اكون الان معها في غرفة العمليات ولكن وضعي الصحي لم يسمح لي ..
مُراد : لا بأس بذلك انا سـ اوصلك الى المنزل ايتها الطبيبة ..؟!
جُمان : جُمان اُدعى جُمان ..
مُراد : سررت بمعرفتك ، انا دكتور مُراد ..
جُمان : تشرفنا دكتور .. ( كان وسيماً و طويلاً ذا عضلات و بشرة بيضاء و يبلغ من العمر 35 عاماً انه جراح في قسم العظام و الكسور )
خرجت جُمان و مُراد وفي الطريق سألت جُمان مراد عن عزيز
جُمان : هل تعرف طبيباً يُدعى عزيز ؟!
مُراد : أجل ، لماذا ؟؟
دُهشت جُمان و تلئلئت عينيها فرحاً : هل هو بخير ؟! أين هو الآن ؟!
مُراد : هل تقصدين دكتور الجراحة العامة مُراد عاصم انه كبير الأطباء هنا و رئيسنا ..
شعرت جُمان بخيبة بعد ما سمعت : كلا ليس هذا الذي اعنيه ، اسفة على ازعاجك دكتور مُراد ..
بعد ان وصلت جمان الى المنزل ، تشكرت من مراد و دخلت الى منزلها
و ذهبت الى فراشها مباشرةً و غطت في نومٍ عميق ..

6:00pm
استيقضت جمان على صوت قرع الباب بعد 6 ساعات متتالية من النوم ،
انها منال تحاول ان تطمئن على حال جمان و لكنها لم ترد على هاتفها فقد كان في وضع عدم الازعاج ..
منال : كيف حالك الان عزيزتي ، لقد احضرت معي الطعام و ها هو مفتاح سيارتك لقد ركنتها لك في الكراج و سيأتي كمال لأخذي بعد قليل ..
جمان : لا اشتهي شيئاً اريد ان اعود الى النوم ..
منال : ما هذا الاحباط يا جمان مالذي دهاك فجأةً ؟! لا يمكن ان يؤثر فيك رجل بهذا القدر وانت لا تعرفين اين هو و لم يجمعك به شيء على الاطلاق
نظرت جُمان بحزنٍ الى منال مُطولاً : اخبرتني ذات مرة بأنني لم اجرب الحب و لا يمكنني ان اسحق مشاعركِ بهذهِ الطريقة و اعتذرتُ منك حينها ، والان تتكلمين معي بهذا الشكل ؟! انتِ التي اختبرت الحب و عشتي تفاصيله ؟! ها انت الان تقللين من شأن مشاعري التي لم اعرف ماهيتها حتى الان .. و لم استطع تفسير سبب هيجانها حتى الان !!!
انه لمن الصعب حقاً ان احب شخصاً او انجذب اليه و هو بعيد لا يجمعني به شيء و لا املك حتى رقم هاتفه !! لا تتخيلي حجم المعاناة الذي اعيشه و حجم الصراع الذي بداخلي عن غرابة التجربة التي اعيشها و عن عدم علمهِ بأي شيء .. لم يكن مروره عابراً أبداً كان زوبعةً اقتلعتني من جذوري و رمتني في اعمق قاعٍ في المحيط .. و لا على لي كيف و لماذا ؟!
لا اعلم حقاً مالذي دهاني و لكن كل الكلمات وكل الليالي التي قضيناها معاً لا تخرج من رأسي ابداً ..
لقد ضحكت معه و شعرت بسعادةٍ لم اشعر بها من قبل ، انني و لاول مرة بحياتي اضحك هكذا مع رجل و اشعر بالامان و بأنني بخيرٍ حقاً ..
كان يخفف عني اعباء الحياة و ضغوطاتها ..
انت اكثر الناس واقربهم الي و تعرفين جيداً كيف عانيت و كيف فقدت ثقتي بالجميع .. ولكن يا منال ، عزيز جعلني اطير و كأنني فراشة في حقول الحب ، اشعر معه و كان فراشات في معدتي ، كيف لهذه الفراشات ان تتحول فجأةً الى ألمٍ و خوف و قلق ؟!
لا اعلم ان كانت لديه فتاة بحياتهِ ؟! لا اعلم ان كان قد اخبرني الحقيقة عنه ام انه كذب عليَّ ؟!
لا اعلم شيئاً سوى أنني أُريد ان اتحدث معه الآن فقد طال غيابه عني كثيراً ..
بكت جمان تلك الليلة كثيراً و لم تذهب منال في موعدها مع كمال و بقت بالقرب من صديقتها ..
جُمان : إنني أخاف كثيراً يا منال ، لم اود ان اعيش قصة حبٍ كهذهٍ ابداً ..
انني الطرف الاكثر تأثراً و لا يمكنني البوح بمافي داخلي ابداً .. اتمنى ان استيقض في الصباح و اول شيء اراه رسالة من عزيز اطمئن فيها عليه ..

4:00am
عزيز : مرحباً جُمان ، آسف لم افتح هافتي في الايام السابقة لقد كنت مشغولاً مع احد اقاربي في المشفى ، اصابته وعكه صحية و اليوم خرجنا و هو الان على ما يرام ، سأذهب لارتاح الآن و نتكلم فيما بعد عندما تستيقظين من النوم ..

يتبع ... part4

The unknown Doctor ( الطبيب المجهول ) 💌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن