ليالي ديسمبر 2019 | part4

51 2 0
                                    

في تمام الساعة الرابعة بعد منتصف الليل ..
عزيز : مرحباً جُمان ، آسف لم افتح هافتي في الايام السابقة لقد كنت مشغولاً مع احد اقاربي في المشفى ، اصابته وعكه صحية و اليوم خرجنا و هو الان على ما يرام ، سأذهب لارتاح الآن و نتكلم فيما بعد عندما تستيقظين من النوم ..

استيقضت جمان عند الساعة الرابعة ونصف فجراً ، شعرت بفرحة كبيرة عندما وجدت رسالة عزيز ..
جُمان : الحمدلله انك بخير و سلامة اقاربك ، اكتب لي بعد ان تاخذ قسطاً من الراحة
اجابها عزيز بعد دقائق قليلة و تكلما فجر ذلك اليوم حتى الساعة الثامنة صباحاً بشكل مستمر ..
اشتياق كبير لهذه اللحظات الشتوية الدافئة ، كانت تشعر بمشاعر عزيز تتدفق مع كل رسالة يكتبها ..
كان الطرفين يشعران بمشاعر لا يمكنهما البوح بها ، استمر الحال هكذا لاشهر طويلة بلا اي خطوة جديدة ولا تقدم ، كانا مثل حبيبين يتنكران بقناعِ الصداقة ..
كانت تعود متلهفة لقضاء ما تبقى من يومها معه .. كانت حروفه تُزيل كل التعب و كل المأساة التي تعيشها في ايامها ..
2019/December/27
لطالما أحببتُ ليالي ديسمبر الباردة ، تلك التي تحمل في طياتها انتظاراً لبداية جديدةٍ مجهولة ..
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، و مثل كل يوم ، ها هي جمان تتكلم مع عزيز عبر رسائل الهاتف ..
ارسل عزيز اغنية و لاول مرة شعرت جُمان بأنها لم تكن أُغنية عبثية بل إنها إعترافُ دافئ و حنون ..
" تحبك روحي و احسك نفس هالروح "
جُمان : أتعلم ، إنني لم استمع لاغاني ماجد المهندس على الاطلاق ، ماعدا اغنية واحدة قديمة و هاي هي ثاني اغنية أحبها ، بسببك أنت ..
آه يا أيُها اللحن الجميل أين تأخذني و تعود بي لترطمني بجدران الواقع الاليم ..
لم يكن ديسمبر في اعوامي السابقة دافئاً هكذا رغم امطاره و ثلوجهِ في شوارع لندن ..
كان عزيز يسكن في مدينة اخرى بعيدة عن جمان ولم يكن للقدر ان يجمعهما يوماً على الاطلاق ، لقد قضياً اياماً طويلة يخفيان بعضهما البعض خلف هاتف صغير ..
تلك الليلة الباردة طلب عزيز من جمان ان ترسل له صورتها .. و طلب منها الاحتفاظ بها .. بهاتفه ولم ترفض جمان ذلك ..
لقد كانت تثق به ثقةً عمياء و أصبح مثل دفتر لاسرارها و ليومياتها و حياتها
لقد احبت جمان عزيز بصدق و لم تعرف ابداً مشاعره نحوها ما ان كانت عميقة ام انها كأي فتاة أُخرى عنده ..
لقد اخبرها ذات يوم بأنها فقط و بعض من اصدقائهِ المقربين جداً من يعرفون شخصيته الحقيقية في هذا الحساب فانه يتعمد اخفاء هويته الحقيقية عن الناس ..
سالته جمان و لماذا انا ؟! اجابها : لأنني أثقُ بكِ كثيراً ..

2020/1/22
أصبحت هذه المشاعر تكبُر يوماً بعد يوم ..
تُرىٰ من منا سـ يفتحُ ازرارَ الحُزن في صدرِ مَن ؟
مَن منا سيدخُل في جوفِ الآخر اولاً
و لمن سيكون لحنُ الفرحِ الأولِ و الأخير
من منا سيعزفُ على اوتار الحُب لحناً جديداً
أيا رجُلاً رمتهُ الأيام في باحاتِ أيامي المُدلهمةُ بالسواد
أيا رجُلاً  كان ضحكةً لـي كلما ضاقت بِيّ الأرض و تراقصت الدموع في عَينّي
يا ضحكةً أُنبتت فوق ثغري بشكلٍ عبثّي و حلقت كـ ريشةِ طيرٍ ساقطة في قعرِ روحي 
لا شيء أكثرُ عظمةً من الرجُل الحنون ، ذاك الذي يحول خيباتكِ الى انتصارات عظيمة ، تتحدثين عنه كما لو انهُ جوهرةٌ ثمينة تخافين ان يلثمها ظلُ احدٍ غريب
ان يكون الوقت الفاصل مابين حديثٍ و آخر ، " أُغنية "
تنظرين اليه ، على انهُ قنديلٌ يُنيرُ عُتمة روحك و بلسماً تستطيبُ بـ كلماتهِ جراحكِ و لوناً يُنثرُ في مهب الريح على صفحات أيامكِ المطوية فـ تستحيل الى بحرٍ من الالوان
رجلاً يعشقُ روحكِ كما لو انكِ آخرُ امرأةٍ على هذه الأرض
كمـا لو أنَّ السعادة وُجِدت في الحياة احتفاءً بوجودهِ
كـ وحِي حُبٍ يجيءُ اليكِ من سماوات الصُدفة و يشعُ بنور ثغرهِ الضاحك أملٌ يتألقُ في فضاءِ روحكِ الباهتة
" تُرىٰ من منا سيصلُ الى قلب الآخر أولاً و هل سنكونُ أهلاً لهذا البقاء ؟!"

مرت الأيام و الأشهر وصولاً لذكرى اول حديث واول ليلةٍ قضتها جمان مع عزيز .. كتبت لهُ حينها بعد فترةٍ طويلةٍ من الانقطاع لقد مرت خمسة أشهرٍ على آخر حديث ٍ دار بينهما :
2020.10.28
سوف يمرُ عامُ كاملٌ على اولِ حديثٍ طويلٍ دار بيننا
لستُ نادمةً على تلك الليالي التي قضيتُها بالحديث معك ، كُلها كانت شهيةٌ و دافئة و تبعثُ  مُقدراً من الطمئنينةِ و الحنان في داخلي
كلُ أيام هذا العام في أشد أوقاتي سعادةً و حُزناً كنت أنت الأقربُ الى قلبي و ذاكرتي
فتجاوزك كان مُستحيلاً حتى ها أنا الآن أكتبُ لكَ بكل شغفٍ كما لو أنكَ سوف تقرأ
وحدهُ الله يعلم بعدد مُحاولاتي الفاشلة لـ إقتلاعك من رأسي من ذاكرتي من الأيام و التواريخ ، حتى أن فصل الشتاء كثيراً ما يُذكرني بك و كل الاغاني التي قضينا ليالينا نستمع لها ..
من أين خرجت لي و بعثرتني هكذا ، من أين خرجت لي  و جعلتني اعيشُ كل هذا التشتت و هذا الضياع و الحنينُ المُفرط لمُحادثتك ، لا زال صدى صوت الحروف المنبعثة من رسائلك يرن برأسي كما لو أن صوتك كان على مقربةٍ مني كما لو أنك كنت تهمس في أُذني لا تكتبُ  ، كل الرسائل لازالت موجودة بحبي و خوفي و لهفتي و حنيني ، و لكن بعض الرسائل يجب أن تتوقف عن الوصول ، هل يا تُرى لازلتُ أخطرُ على بالكَ أم أن مُروري كان عابراً و عبثاً و محضُ صدفةٍ باردةً رمتها رياح الأيام في طريقك و جرفتها بعد حين ؟!
لقد ارسلت الرسالة لعزيز و تحلت بشجاعة ٍ حينها ..
ارسل عزيز لها اعجابه برسائلها المستمرة ..
و كتب بعدها : كانت أحلى ليالي ..
يتبع ...part5

The unknown Doctor ( الطبيب المجهول ) 💌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن