في صباح اليوم التالي فتحت هافتي و وجدت الكثير من الرسائل المُهملة بسبب شهر الامتحانات النهائية ..
هاي هي منال ارسلت لي عشر رسائل وكإننا لم نكن معاً في الأمس ، فتحت الرسائل و ابتسمت فور رؤية الصور و مقاطع الفيديو التي ارسلتها لي فقد قامت بتصوير يوم امس وانا ارقص اسفل المطر بمتعةٍ و جمال ..
لقد شاركت مقطع الفيديو في ستوري الانستغرام و وضعت معه اغنية the city hold my heart..
و نهضت اتجهز لبدأ يوم جديد ..
رن هاتفي و هاي هي أُمي تتصل بي و تطمئن على حالي ، امي التي تبلغ من العمر 45 عاماً تسكن مع أبي ذا ال50 عاماً في لندن الشمالية حيث تبعد عن منزلي بضع ساعات في الطائرة او القطار ، سأزورهم بعد أسابيع قبل انتهاء عطلتي ..
ارتديت جينز ابيض و توب زهري فاقع اللون و وضعت مكياج بسيط و رفعت شعري بونيتيل و ارتديت نرانشوز ازرق و حقيبة زرقاء و خرجت اتمشى نحو أحد ساحات لعب الرياضة و التزلج القريبة من منزلي ..
فتحت هاتفي وجدت الكثير من الاعجابات بمشهد الفيديو الذي ارقص فيه تحت المطر .. لمحت عيني صورة حساب الطبيب المجهول هكذا اسميه فانني لا اعرف سوى اسمه ( عزيز ) ها هو كتب لي رسالة بعد انقطاع طويل خلال فترة دراستي ..
فتحت الرسالة قبل كل الرسائل الاخرى : هذا رائع ، اتمنى لك عطلة سعيدة ..
ابتسمت بلا وعي مني و بلا سبب ايضاً فقد كانت رسالة عادية ، كتبت له : شكراً لك و وضعت قلباً ازرقاً ولكن سرعان ما هممت بمسحه و ارسلتها هكذا بلا الوان ..
في المساء فتحت هاتفي وانا انتظر رسالة منه بلا سبب معقول
جُمان مالذي دهاك لماذا أثار شيئاً ما بداخلك هذا المجهول ..
تذكرت ايام تعارفنا الاولى و رسائلنا القليلة و تلك المعلومات القليلة التي اعرفها عنه و انا على يقين بانه يعرفني اكثر فأنا اشارك على حسابي بعضاً من تفاصيل حياتي ، اما هو فلا اعرف شيئاً عنه و كيف يبدو لي شكله ولا اعرف حتى حسابه الشخصي فان تعارفنا كان في حساب العمل الخاص به ..
فتحت التلفاز و شاهدت فيلماً و قمت بنشر مقطعٍ منه ، بعد ساعة من انتهاء الفيلم وجدت رسالة منه : لقد شاهدت هذا الفيلم قبل شهرين انه رائع
كتبتُ له مُبتسمة : أجل انه رائع و لكن نهايته حزينة اشعر بانه سلب جزءً من طاقتي ههه ...
رد عليَّ بسرعة : حافظي على طاقتك الجميلة لا أحب أن اراكِ مُحبطة بسبب فيلم او أي شيء آخر ..
كتب لي تلك الرسالة و كأنه صديقي المقرب ، تفاجئت كثيراً لما رأتهُ عيناي .. و كتبت له شكراً لك على الإطراء و لكنها الحياة تعطينا ألامل يوماً و تسلبه ذات يوم ..
لا أعلم كيف و لماذا ، و لكن الأحاديث أخذتنا بلا سبب معقول و بلا تخطيط مُسبق ، لم يسبق لي أبداً أن أُحادث شاباً لوقت طويل و متأخرٍ من الليل و في مواضيع خارج اطار العمل ..
لا أعلم كيف مرت تلك الليلة الشتوية بساعتين متتاليتين من الحديث في امور ربما تكون ليست مهمة ابداً و لكن تلك اللحظات بدت لي دافئةً جداً ..
ذهبت الى النوم و انا اشعر بغصةٍ غريبة و بشعور غريب يتملكني ، يا اللهي مالذي يحدث لي ..
كنا نطمئنُ على بعضنا الاخر عن طريق مشاركة الستوريز على منصة الانستكرام .. و نادراً ما اجد رساله منه ، انا لم اكن اكتب له شيئاً أبداً لا اعلم سبب خوفي و ابتعادي ولكن شعوراً ما غريباً كان يجتاحني كلما تحدثنا معاً ..
خرجت مع صديقاتي للتسوق و التبضع و مر اسبوع وانا اتسكع و اخرج مع صديقاتي و خاصة مع منال فقد قضينا وقتاً ممتعاً معاً ..
لم نتبادل الحديث ابداً بعد اخر مرة سهرنا فيها معاً ، ولكن شعوراً ما بداخلي كان يطلب مني ان اذهب و اتكلم معه في تلك الليله الشتوية الباردة ..
بعد ان عدت الى المنزل ، اخذت حماماً ساخناً و وضعت كريمات و عطور و ارتديت كنزتي الشتوية و جورابي الازرق المفضل ، جهزت كوباً من الحليب الساخن و شربته بعد ان قمت بتجفيف شعري ..
فتحت حاسوبي و بحثت عن بطاقة للسفر الى عائلتي و لكنني لم اجد طائرة قريبة بسبب سوء الاحوال الجوية ..
اغلقت الحاسوب و انا اشعر بملل كبير ، دخلت في سريري و بدأت اقرأ رواية ظل الريح لكارلوس زافون ، بدت لي غريبة و جديدة ولكن الأحداث اخذتني و ها انا أقرأ بشكل متتالي صفحةً تلو الأُخرى حتى مرت ثلاث ساعات شعرت بعدها بتعب فضيع .. و ما ان اغمضت عيوي للنوم رن هاتفي مشيراً الى ان احدهم ارسل لي رسالة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل .. فتحت الهاتف و اذا به كتب لي : هل أنت مستيقضة ؟!
نهضت من فراشي و انا اشعر بالتوتر و القلق و الحيرة ، ماذا افعل : كتبت له بيدين مرتجفتين : نعم لقد كنت اقرأ كتاباً ..
رد : آمل بأنني لم ازعجك في هذا الوقت ..
جُمان : كلا ، لقد انتهيت من قراءة الكتاب قبل قليل ..
عزيز : هذا رائع ، مالذي كنت تقرئين ؟!
جُمان : رواية ظل الريح لكارلوس زافون
عزيز : لم اقرأ روايات من قبل انا بطل الافلام فقط
جُمان : وأنا بطلة الافلام و الكُتب و الأغاني ..
عزيز : حقاً ، يبدو هذا رائع ، ما الاغاني التي تحبين الاستماع اليها
جُمان : ليس لي لونٌ محدد أنا استمع لكل الانواع و اللغات
عزيز : و أنا أيضاً
قام بعدها عزيز و جُمان بتبادل الاغاني العشوائية في تلك الليلة و ضحكا معاً حينها ، بشعور غريب يجتاحها للمرةِ الاولى عن هذا المجهول الذي تتحدث معه ، عن شخص لم ترى وجهه حتى الان ولا تعلم ما ان كان اسمه حقيقة ام كذبةً القاها عليها ..
افكار كثيرة كانت تُراود جُمان و ذهبت للنوم و هي تُردد في رأسها سؤالاً واحداً ألا و هو : من أَنتَ ؟! و مالحكمة من تعارفنا معاً بهذا الشكل الغريب ؟!
أنت تقرأ
The unknown Doctor ( الطبيب المجهول ) 💌
Romansaلا أعلم كيف و متىٰ دخلتَ الى قلبي و لكن دخولك كان مثل زوبعةٍ ابتعلتني و لم يستكِن فؤادي من بعدها .. بعض الاحداث الرئيسية للقصة حقيقية و تواريخ الأيام ايضاً 🖤 الفصل الثاني من القصة الجزء الممتع في القصة ولا يحتوي على احداث حقيقية . انني أُلهي نفسي...