‏يبدأ الحب من اللحظة التي تخشى فيها أن تُحب part5

52 2 0
                                    

عزيز : فيك سحرٌ غريب ، شيء يجعل منك انثى حقيقية ، لديك انوثة عالية لا تمتلكها اغلب النساء و هذا ما يجعلني احب هذا الشيء فيكِ ..

انها لم تكن كلمات بسيطة بل كانت اعتراف بالنسبة لجُمان .. ها هما يعودان من جديد وكان نهايات الاعوام هي السبب في جمعهما كل مرة ..
لقد كانت تتخبط مع كل تلميح و مع كل أُغنية مُرسلة منه ، ان التلميح هو العجز اللغوي الأكثر جاذبية ..
بعد ان عادت جُمان من الجامعة بعد يومٍ شاق ، وجدت في صندوق الرسائل
رابط اغنية ( راشد الماجد/ انا اكثر شخص بالدنيا يحبك وانت ما تدرين و فيك اموت انا و أحيا ... )
كان واضحًا أنه يريد أن يفصح عن شيء، أن ينطق بعاطفة تنوء بحمله، لكنه كان لا يفهم ما يحسه، ولا يعرف كيف ومتى يُعبر عنه...
ها نحن الآن نبدأُ فصلاً جديداً من فصول علاقتنا ، و ها نحن الان نهرب من العالم أجمع و نجلس معاً في ركنٍ من اركان هذا الليل ..
هذا الليل الجميل يذكرني بليالي مسلسل الندم " الليل مع هناء " .. حيث صوت المطر و اغنية مسلسل الندم و رسائلُ عروة و هناء ..
" قلبي عليك من فتنةٍ في يديك أخذتني منك و لم تُعدني اليك "
استمرت علاقتهم على هذا الحال لاشهر طويلة ، علاقة بلا اسم و عنوان
كانت جُمان تتجهز لسنتها الاخيرة في جامعة الطب و في اوقات فراغها تقرأ المقالات العلمية التي ينشرها عزيز و تتناقش معه عن بعض الحالات التي تراها في ايام التدريب العملي في قسم الطوارئ ..
يوماً بعد يوم ، بدأت مراسلتهما تقل تدريجياً ، و خرجت جُمان الى حياتها الواقعية بعيداً عن عزيز ..
في ابريل عام 2021 كتبت لهُ : أنتَ الحقيقة الوحيدة في نيسان و كل ما تبقى كذبة ..
و مرت الأيام وهاي هي جُمان تتجهز لحفلة التخرج بعد حصولها على درجة جيدة جداً في العام الاخير من رحلتها في دراسة الطب ...
اوكتوبر 2021
عزيز : مرحبا ، ها هو شتائُنا يعودُ من جديد يا جُمان ، مُباركٌ لك هذا النجاح والتخرج و اتمنى لكِ مستقبلاً جميلاً مثل عينيكِ ، اتعلمين ! اشتقتُ لكِ كثيراً ..
لم يكن ردُ جمان هذهِ المرة عادياً فقد كتبت له رسالة تحمل في داخلها اعباء عامٍ ونصف من المشاعر ولحظات السعادة الغريبة و لحظات الفرح ...

مرحباً يا أنت ..
يا كُل الوان الفرح ، كيف حالك ؟
...
في الخارج ..
مطرٌ يتساقط و رياحٌ عالية و ارتطامُ حبات المطر على نافذة غرفتي يُصيبُني بشعورٍ غريب ..
كما لو أنني أشتهي الحياة من جديد ، اشتهي ان اعيش في عالمٍ أقلُ حدةٍ من هذا الذي فيه ..
ليلٌ دامسٌ طويل ودروبٌ في رأسي عالقة مُدلهةُ السواد كالمتاهات المُخيفة ، و لا شيءَ في بالي سواك ..
أُردَّدُ كلماتُك ، تلك التي لا تزال حتى هذه اللحظة مُعلقة في قناديلِ أيامي التي إستنارت بالاغاني و الحان الصداقةِ التي عزفتها كُل لحظات التعب التي مرت على كاهلنا
افكر في تلك المرات التي جعلتني اضحك بها رُغم هشاشتي رُغم كل الأسى الذي اندلع في داخلي حينها
أعلمُ جيداً بأن المسافات قد حالت بيننا .. و لكنها الحياة يا أنتْ ، تختارُ لنا ما تشاء و تأخذ من بين أيدنا كُلما نشاء
و الزمان الذي لا نرجوا منهُ شيئاً سوىٰ اللقاء صُدفةً قد ينقضي في لحظةٍ عابرة و يُصبحُ كلما بيننا ذكرياتٌ و لحظاتْ و كلماتٌ و اغنياتْ ..
لا أعلمُ أين أنتَ الآن و ماذا تفعل .. لا أعلمُ ما هي الاشياء التي تُحبها و تلك التي ينتفضُ جسدك منها كُرهاً
لا أعلمُ شيئاً عنك سوىٰ إسمُك و حُبك الكبير لوالدتك ، شغفك بها كما لو أنَّ الله قد اختصرَ حياتك و سعادتك بها هي و حسب كما لو انها الحياةُ بأُمها و نور الدرب الذي تسيرُ فيه ، لقد أحببتُها أنا أيضاً من بعيد ، صلاتُها و اكواب الشاي التي تُعدها لك عند كُل صباح و ضحكاتها التي لم ارَّها يوماً و لكنها كـ ضحكةِ كُلِ الأمهات بالتأكيد جميلةٌ كـ ضحكة والدتي رغم كل الأيام الثقيلة التي تعلقت فوق اكتافهُن ..
لا أعلمُ الكثير عنك ، و لكن الأهمُ بالنسبةِ لي هو التاسعُ من أبريل ، يومُ ميلادك ، اراك في مثلِ هذا اليوم صغيراً مثل كُل اطفال العالمِ الأبرياء ، اراك تكبُر في مُخيلتي حتى اراك الآن و كيف اصبحنا اصدقاء في احد الأيامِ صُدفةً ..
لا أعلمُ شيئاً عنك و أيُّ الالوانِ أحبُ اليك و ماهو مسلسلك المُفضل و أيُّ الافلام و الاغاني تُحب
لا أعلم كيف تبدو لي من قريب و كيف يبدو لي صوتُك من بعيد
تبدو لي مثل كُل الأشياء التي تحملُ بحوزتها لُغزاً يَّوَدُ أنّ يكتشفهُ الاخرون ..
لقد جمعتنا الأغاني و النصوص ، لقد جمعتنا رسومي الصغيرة و حروفي المُبعثرة لقد جمعتنا ليالي الحُزن التي إنقضَّت كـ الوحوش عَليَّ و كُنت أنتَ الأقربُ مني وقتها ..
ليلٌ طويل ..
و كم من مرةٍ سهرنا فيها حتى مطلع الفجر و بزوغِ شمسِ الأصيل ؟! كم مرةً لاحَ أرواحنا الفرحُ ؟! كم مرة اجتمعنا على ضحكةِ واحدة رُغم بساطةِ الاسباب ، لقد كُنتَ إضافةً جميلةً في حياتي ، اضافةً صادقة ، نقية و مليئة بالبهجة و الايجابية ..
لقد جعلتَ مني شخصٌ آخر و كإنني ولدتُ من جديد و خرجتُ من الشرنقةِ المُظلمة التي لطالما حبستُ نفسي بداخلها اللزج الذي كان دائماً ما يخنقني و يجعل أنفاسي تضيع
اصبحتُ فراشةً مُنذ اليوم الذي قد عرفتك فيه ، و كانك قد قُلت لي " انتبهِ الى نفسكِ " و ارشدتني من الدروب العاتية الى تلك التي أشدها اشراقاً و حياة ..
لا أُريد شيئاً سوىٰ ان اراك دونما حُزنٍ دونما تعبْ ، ان اراك هكذا دائماً مُفعماً بالحياة ، و ناجحاً في كل الدروب التي تسلكها ، و سأقف لك من البعيد اصفقُ لك بكل ما يعتلي روحي من حُب و اخلاصٍ و امتنان ..

ها نحن ذا نسهر معاً من جديد و لكن حديثاً ما لم يخرج بصراحةٍ مطلقة ، ايا ليت كل المشاعرِ قابلة للبوح يا عزيز ..

يتبع...part6
س/ ماذا تتوقعون هل سيلتقي عزيز و جُمان أم ان هذهِ القصة ستبقى ناقصة و لن تكتمل ؟!

The unknown Doctor ( الطبيب المجهول ) 💌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن