كلام غير منطوق

82 9 0
                                    

لم يدر كلام طوال الطريق للمنزل ،كنت أمسك دموعي لا أريد البكاء و إظهار ضعفي الآن،أريد بلوغ غرفتي،كان جيمين يتنهد كلما نظر لي.
"هيلينا حبيبتي..لما لا تقولين شيئا،أعلم أن الأمر صعب لكنك بالغة الآن،تعاملي كالبالغين بمواقف كتلك"
همهمت له دون النظر و أرحت رأسي على النافذة.
أعلم أنه يستغرب من عنادي لكني لن أغير رأيي لأن لا أحد يفهم ما أشعر به.
ما إن وصلت حتى تمنيت له ليلة سعيدة و دلفت لغرفتي.
لم يغمض لي جفن ليلتها..كنت ساهرة سمعت هاتفي يرن مرات متعددة،كانت رسائل ..تفقدتها كانت بعضها من يونغي و الأخرى من نامجون..فتحت رسائله لأفتح عيناي على مصرعيهما،هرولت نحو الشرفة لأجده في الأسفل مع يونغي واقفين في الخارج يتكلمان مع جيمين.
يبدو أن جيمين قلق و يحاول منعهما من التكلم لكن نامجون يعترض. ما فائدة البقاء هكذا ناديتهم ليصعدو و صعدو...
تركوني أنا و نامجون لوحدنا..كنا نتبادل النظرات و لم نقل  شيئا فهمني و فهمته..ضحك بين دموعه و فعلت المثل..قمت لإحتظانه لأقول
"أنا سعيدة لأنك أخي البيولوجي نامجون ...لكنني لا أريد أن يجمعني بتلك العائلة شيء..أنا لا أشبههم نامجون..أنا سعيدة مع جيمين، مرتاحة مع جيمين ..هو الأخ التي رزقتني به الأيام و لا عوض له."
"غاليتي أفهمكي..لكني اعتقد أنه من الصواب أن تأخذي لقبا..نحن عائلتك حبيبتي..حسنا...يمكنك أخذ لقب العائلة و الإستمرار بالعيش مع جيمين إلى أن تصبحي جاهزة لنا همم؟"
بقيت صامتة لحين دخل كلا من جيمين و يونغي ليتكلم الأكبر
"هيلينا ...لا تصعبي الامور بينكما أرجوكي،تجاوبي قليلا..لاجل نامجون"
تكلم جيمين بعده
"أنتي طفلتي قبل الجميع،لا تظني بقبولك لقب كيم ستتخلصين مني..أنتي أخت بارك حيمين اولا و أخيرا .لذا إقبلي هممم؟"
ضحكت لأومئ بالموافقة ليحتضنني نامجون بحماس
قهقه الجميع للسعادة التي تحيطنا.
*****
مضى أسبوع منذ بدأت إجراءات إثبات النسب،إنتهت التحاليل و المحكمة لإثبات العلاقة..قالو أن في غضون أسبوع سيتم الإعلان عن صلة القرابة.
كما سيقيم عائلة كيم ندوة صحفية لإعلام بقية المجتمع عن إيجاد الطفلة الضائعة.

كل هذا موتر لي ولهم..لن أكذب ،لا رغبة لي في التعامل مع كل هذا لكنني لا أمتلك حلا..وافقت و إنتهى الموضوع.

منذ تم الإعتراف بي كالإبنة الشرعية بعائلة كيم وفهم البقية أن آنا مجرد طفلة متبناة حتى إنتشرت الشائعات والأخبار عنا..كانت تلاحقنا الصحافة في كل مكان..
صرت مجبرت على التنقل مع حرس للحماية..بت أحاول عدم مغادرة المنزل سوى للضرورة..بدأت الصحافة تحاول المقارنة بيننا شكلا و مضمونا سيما و أنني الوريثة الشرعية مع نامجون.
حضرت بعض التجمعات العائلية و أصدقائهم الذين ينظرون لي كما لوكنت كائنا فضائيا.
عالم الشهرة سيء..لا رغبة لي به حقا..صرت أشتاق الايام التي كنت أقضيها مع جنغكوك في العمل.
لقائاتي مع نامجون كثرت لنتعرف أكثر و نعوض ما فاتنا...كان الأمر ممتعا بحق..تقابلت مع البقية عدة مرات للسهر في المنزل.وأيام أخرى أقابل فيها السيدان كيم..أقصد والداي.
يونغي صار متمسكا بالتواجد معي في كل مكان..هذا سيء لقلبي المسكين .
إهتمامه جميل ..يذيبني بمجرد أن يبتسم...
كنت جالستا صباح اليوم مع السيد كيم..أقصد والدي..نتناول القهوة معا و نتجاذب أطراف الحديث حول شبابه و كيف أمضاه..لا أنكر أنني أستلطفه أكثر من السيدة كيم.
حاولت هي التقرب مني لكنني كنت أصدها ..لم أستطع مسامحتها..لا شيءتفعله يؤثر بي..فهمت حينها أنه ليس علي أن أحبها..بل أن أنسى لأجلي.
كنا غارقين في الضحك حتى دق الباب و فتح من قبل يونغي.
دخل مبتسما ليجلس قبالة والدي وتكلم دون مقدمات
"أظن أن الوقت مناسب لنعيد التكلم بوضوعنا سيد كيم..."
همهم له والدي ناظرا لي لأظن أنه يطلب مني الرحيل
"أه حسنا سأدعكما على راحتكما .فلنلتقي لاحقا سيد كيم..أعني ابي...يومك سعيد يونغي"
ضحك والدي ليومئ بيده أن أجلس
"لا..إبقي. فالموضوع يخصي أيضا..تكلم يونغي"
شعرت بالتوتر من إبتساماتهم
"كما كنت أقول سيد كيم..هيلينا صارت مستقرة كفاية كي أطلب منك الآن بصفتك والدها أن تسمح لي بالخروج معها في مواعيد .كوني أرغب بأن تجمعنا علاقة جدية"
تجمد الدم في عروقي من هول الصدمة..لم أحرك ساكنا و لم أصدر صوتا..
يبدو أنني فقدت عقلي أو أنني أتخيل،هل يونغي يريدني؟؟
لم أعلم مادار حولي لدقائق لحين سمعت والدي يقول
"لا مانع عندي إن كانت الآنسة كيم تقبل"

Heterochromia //Yoongi ×Readerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن