Nokomis

Part Thirty

.

.

Back to reality
.

.

تيبّس بدنه تماما و اِنقبض صدره من هول المنظر خاصّة عيناها الحمراوتين يكسوهما غطاء لامع .

دفع عنه تارا حتّى اِستقبلَتها الأرض وقبل أن يتجرّأ على الإقدام بخطوة صرخت نوكوميس مثبّتة أعينها به فاِرتجف وجدانه عندما بَدَت وكأنّها قد تقلِب القصر على رأسهما دون تردّد ،رأى الإنكسار والخيبة التي وجّهتها إليه تحديدا دون غيره لتهرب بعدها دون إعطائه فرصة للتوضيح .

لحق بها بسرعة على قدر اِستطاعته .

الملك:"لا انتظري الأمر ليس كما تعتقدين!!"

لم تتوقّف فشدّ يده على العِقد بقوّة واِتّبعها غير مكترث للدماء التي خلّفها وراءه لكنّه وصل إلى حدّه عندما صارت كالضباب فوقع على ركبتيه ويديه وعندما أقبل على الصّراخ لإيقافها لم يقدر لتحشرجِ صوته و كحّهِ الدّم مسحه بظاهر يده والأخرى يمدّها على أمل أن تلتفت فتراه وتتريّث إلّا أنّها لم تفعل ،ليكافح و يستعد للوقوف مجدّدا لكنّه سقط بوَهن .عندها سمع صوت صديقه يتردد صداه بعيدا وكأنّه قادم من آخر النّفق .

الملك:"الملك:"نو...نوكوم..يس اِلحقوها ...أم...سكوا بها"

      ___________________    

ما يزال البحث عن نوكوميس قائما حتّى أنّ الشعب أصبح جزءّ منه ،الكلّ في حالة تأهّب للَمْحِ ظلّها فقط لكن لا أثر لها.

تمّ تنفيذ حكم الإعدام بتارا منذ يومين لكنّ ذلك لم يَشفِ غَليله قطّ .

الأطبّاء مضطربون مع كلّ دقيقة تمضي متأمّلين أن يتحسّن إلّا أنّ الأعراض كلّها تشير إلى العكس بات يرفض تناول لقمة فيأتون له بتايهيونغ كي يجبره على ذلك ولا ينكفّ عن الهتاف باِسمها ليلا نهارا حتّى صار يرى سَرابها حوله تبتسم له بخجل تهرب منه كي لا يلمسها وهو يجري وراءها بمَرَح مُجارِيًا سرعتها البطيئة بالنسبة له فيترّدد صدى قهقهاتهما في الجناح لكن وفجأة تستدير بوجه مكفهر وتصرخ به ثم تختفي .

اليوم هو اليوم الثالث على التوالي ،مستقرة في كهف على قمّة جبل شاهق الاِرتفاع لا يخطر على بال إنسيّ أنّها قد تتواجد به أمضت ساعاتِها مستلقية على الأرض الباردة حتّى نبت العشب من تحتها يحميها من الخدوش و بدأت بعض النباتات الصغيرة بالإزهار اِحتفالا بقدومها إلى هذا المكان .

لم يَغِب عن بالها أبدا رغم ألم قلبها منه إلّا أنّه توغّل في أعماقها وفات الأوان.