يتمشى متخطياً الطاولات التي يجلس عليها المرضي متناولين طعامهم
ليس الجميع إن صدق القول فبعضهم فقط يحدقون بالفراغ غير آبهين بالطعام ، لقد سئموا منه خبز ، جبن و حليب كل يوم ، لا جديد ، حياتهم رتيبة مليئة بالألم فقط
يحدق حوله يبحث عن مكانٍ يجلس فيه مفكراً أين سيكون ملجأه فلا يوجد مكانٌ فارغ ، شَعَرَ بأشعاع يتوجه نحوه من هناك؛ نظراتٍ تكاد تخترقه ليحول بصره ناحية تلك النظرات ليجدها مِلكاً لتلك المتكوره حول نفسها كالعاده ، مظهرها أصبح يدبُّ الرعب في قلبك فور رؤيتها ؛ فمنذ أن ذهبوا المفتشين تتدهور حالتها في كل يوم اكثر من اليوم الذي يسبقه
كيس عضام هذا ما أصبحت عليه حالتها
اقترب منها ليتخذ لنفسه مكاناً بجانبها
و الأخرى لم تردعوا حتى
فمن أين ستجد تلك القوه على الابتعاد عنه بعد من الإنشات
نظر للذي يجلس بالقرب منهما سائلاً كالعادة
• هارولان : اسمك هو "أركون" ، اليس كذلك ؟
نظر له المعنيُّ لكنه لم يجب ، تنهَّد الآخر بتململ ليعود الصمت بينهما
يبدو للمرء للوهلة الأولي انهم يكرهون بعضهم لسببٍ مجهول ، لكن بالحقيقه هذا التعامل هو السائد بهذا المكان ؛ فلا ود ولا حب ولا رحمه لايوجد شئٌ من هذا القبيل ، في تلك المشفي الصمت هو أفضل حل و لغة التواصل بينهم علي الأغلب
• إيدين : ما الذي يحدث ؟
ويستمر الصمت ، حوَّل نظره بجانبه ليجدها مازالت تنظر له ولم تمس صحنها او حتى تمنع العامل من وضعه ، تبدو كأن روحها قد سُحبت ، هي في العديد من الأحيان تُضرِب عن الطعام و تصرخ لمجرد اقتراب العامل منها لكن هذه المرة تبدو و كأنها غير مهتمه او متعبة من العناد ، لا يعلم ...
إقترب منها ليشير لها ثم لصحنها لكي يحثها علي أن تبدأ بالأكل ، ارتسمت ابتسامة متعبة على ثغرها وهي تمد يديها ناحية الصحن الذي يقع امامها ، نظر ليديها ليلاحظ وجود طفحٍ جلدي على طول ذراعيها و بروز عروقها تؤكد ان القابعه امامه لم تمس الطعام لعدة ايام
بدأت الأكل بهدوء لكنها لم تمس الخبز فهي لا تتحمل صلابته على اسنانها المتآكلة
كانا يحدِّقان بأفعال بعضهما البعض بهدوءٍ تام تحت ابتسامتهما
__________________....__________________
• تريس : أرجوك لا أريد الدخول .
كان يتذمر بشدة والآخر يحاول تهدئته ممسداً على ظهره بخفة
• أركون : لا تقلق "تريس" انا هنا في انتظارك دائماً .
• ترس : هذا الطبيب يعذبنا دوماً ... انا لا اريد ... لا اريد الدخول ابتعدوا عني !
ظل يبكي وينوح لتقترب منه "رولا" تمسكه بقوة تحاول تهدئ حركاته و عندما هدأ اخيراً قامت بتمسيد خصلات شعره ليستجيب للمساتها
أنت تقرأ
آبــلق
Mystery / Thrillerمكتمله في جزيرة نائيه [ بوفيجليا ] ليكن هذا أسمها لا أحد بها ، لكن هل تعتقدون أنها قد هُجِرت لأجل الطاعون ؟! كم البشر اغبياء !! "هل تميزينني بالفعل الآن ؟ " " أنا لم أثق سوى بك انت " " كيف لشخصٍ أن يتمنى المرض لذاته المعافاة ؟! " " إن رجال ال...
