part 15

25 5 0
                                    

يفتح غرفه الممرضات بهدوء ، ليجد تلك العجوز تجلس على كرسيها المهتز
هو لا يكرهها او يكن لها الحقد ،  لكن في نهاية المطاف هي حتى لم تساعدها

لذا أليس عادلاً كفاية أن يكون الموت مصيرها ؟

اقترب بخطوات بطيئة يقف وراءها مباشرةً

"سيكون موتك رحيماً فقد كانت معشوقتي ممتنةً لكِ"

غرز إبرته في عنقها ففتحت عينيها في صدمة تحاول إمساك اياً من كان يحاول قتلها في محاولةٍ أخيرة لمحاربة الموت الذي يدنو منها  ، الظلام دامس لا تستطيع تمييز ملامحه و قد كانت  لحظات قليلة حتى ثقل جفنها

"لا تنازعي جدتي ، موتك سيكون رحيماً بكِ"

قال كلماته ليظهر السكين من وراء ظهره لامعاً في ضوء القمر

"أتدرين ، في علم التشريح من الخاطئ الانتحار بقطع شرايين اليد لأنه لا يعدُّ انتحاراً ، بل تعذيباً فقد يستغرق النزيف أكثر من خمس سعات ثم بوم! الموت ، لكن فقط لأنهي معاناتكِ ، الذبح يفصل كهرباء الدماغ عن الجسد لذا لن تشعرى بأي ألم"

انتهى من حديثه يمسك خصلات شعرها رافعاً رأسها ليتضح له مكان عنقها ، يضع السكين و اندفع به على عنقها حتى سالت الدماء بغزارة على يديه ليبتسم بخفوت

" ارأيتِ ، انتهى الأمر "

جلس ع الارض امامها ينظر إلى عنقها الغارق في الدماء ثم إلى قدميها يضع يده علي إحداها ، ثم انحني برأسه يريح رأسه مكان يده.

"يذكرني هذا الموقف بفتاةٍ  تجلس بنفس الوضعية   في باريس عام 1945 ، اكتشفت الشرطه فتاةً نائمة بينما تضع يدها على فخذ والدتها ، تتساءلين وما الخطب في ذلك ؟ "
"هذا لأن والدتها كانت ميتة ، بل والقاتلة هي تلكَ الفتاة النائمة ، ربما سئمت من نسيانها لها ..."

نظر في عينيها المغلقتين بهدوء

" هل يجب ان اظل هكذا حتى تتحولين لجثه متعفنه انتِ أيضاً ؟ "

ضحك بسخرية ثم قام واقفاً

" وداعاً جدتي ، اتمنى لكِ نوماً هانئاً "

تنهد فارداً ذراعيه بتعب

" هل عليَّ أن ارتاح أنا أيضاً ؟ آه لقد تعبت"

***
تفتح باب الغرفه وتغلقه وراءها تستند عليه بظهرها تغلق عينيها بتعب ، أنهكها العمل المتراكم بعد موت الأخريات

آبــلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن