آبــلق

part 5

في منتصف الليل

ينظر من حوله ليتأكد إن كان يوجد أحد من الممرضات او العمال
وفور تيقنه من سكون المكان حوله ذهب مقترباً من أَسِرَّةِ اصدقائه يوقظهم واحداً تلو الأخر ،استيقظوا جميعهم و اجتمعوا أمام باب العنبر يستمعون الي الصمت الذي يحيط المكان ،
صوت دقات الساعة هو كل ما يعبر خلال آذانهم في وقع رتيب،  ولا أصوات غيرها ، تأكدوا من خلو المكان من العمال فهموا بالذهاب حيث خططوا قبلاً خفية

تسللوا الى الخارج
علي أطراف الاقدام ، نبضات قلبهم تتسارع لخطورة ما يقومون به نظراً للتعامل العنيف الذي يتلقونه من الأطباء و حتي العمال الذين من المفترض ان تكون مهمتهم الاعتناء بهم.
هنا لاحظ الجميع توقف فوندا فجأه لينظروا نحوها في تساؤلٍ بادٍ علي الوجوه

فوندا: اسبقوني اولاً تذكرت انه علي احضار أحدهم

اومأ الجميع إلا أحدهم بقي ساكناً و لم يذهب معهم

هارولان : لا ، سأنتظرك هنا فربما يجدك شخص ما ، لن تستطيعي تحمل العقاب بهذا الجسد الهزيل

فوندا: لا تقلق لن اتأخر هيا اسبقني

همست له بصوت منخفض وهي تشير له بالذهاب
وافق علي مضض و مضي في طريقه حتي اختفت هالته في الظلام
اخذت نفساً عميقًا لتتجه الى العنبر المجاور
تفتح بابه ،ادخلت رأسها اولا لتجد ان الجميع نيام بأماكنهم
لتقترب الى سرير أحدهم

فوندا: أستيقظ اركون هيا

ظلت تهزه هزات رقيقة كدفع النسيم لأوراق الشجر ، آفاق الآخر جراء شعوره بحركة جسده رغماً عنه يفرك عينيه حتي يساعد عينيه علي الرؤية ولكن عقله مازال نائماً يحاول الاستيعاب

أركون: ماذا ، ماذا هناك

فوندا : سنرى الجزيره من اعلى هيا

ظلت تسحبه لكنها لم تنجح فيديها اصبحتا ضعيفتين ، لحظات و ها هو بدأ يفيق ، نهض أخيراً من علي سريره يعيد الغطاء مكانه 

أركون : الستِ بحالةٍ سيئة ؟

كان ردها الصمت لتتجه الى الباب تنوي الخروج

أركون : ان- انتظري ، حسناً سآتي لكن سوف أيقظ ترس اولاً

تأفأفت ولكنها انتظرته فما باليد حيله
تربعت علي الارض تريح قدميها فقد بذلت جهداً للوصول الي هنا

اقترب أركون من سرير ترس المجاور مقتربا ليوقظه
، ينام بهدوء علي سريره ، يبتسم بشكلٍ مريح كأنه بالنعيم
، ليبتسم هو الآخر ، قام بهزه ليجد انه ثقيل مما أثار ريبته ، انقطعت سحابة كانت تغطي ضوء القمر ، دخل الضوء يملأ أرجاء الغرفة و بانت ملامح ترس أكثر فأكثر ، ليري بوضوح ازرقاق شفتيه ، اقترب مسرعاً من صدره ، لا نبض لا انفاس ، لقد نام ترس،  لقد نام ولن يستيقظ مجداداً