part 8

46 8 0
                                    

[ Flash back ]

تُحارب المفتاح تحاول سحبه بصعوبة عله يخرج من الباب

"يجب عليَّ تزييتك قريباً"

أغلقت وراءها الباب بعنف بعد أن اخرجته أخيراً ، لتدخل الى البيت حيث وجدت تلك المرأة جالسة على كرسيها ، فابتسمت مقتربةً بهدوء ، تقدمت منها و انحنت تجلس علي الأرض أمامها  ثم امسكت بأنامل تلك الجالسة دون حراك ، ارتعشت تلك الأنامل وظهر علي معالم وجهها الذُّعر ، ولكن علي عكس المتوقع أكملت فوندا الابتسام تتحدث إليها بينما لا زالت ممسكةً يد والدتها وتقربها نحو وجنتها  ،  عبيرها يتخلل أنفها مشعراً إياها بالدفء و الأمان   

" أمي ...فالتغني لي تلك التهويدة فابنتك متعبة "

أردفت كلماتها ولم تستطع مقلتيها حبس الدموع أكثر ، فتاة بالسابعة عشر تحمل على عاتقها مسؤولية نفسها ودراستها وأمها المريضة ، أزاحت الأم يديها لتنكمش عائدةً إلى الوراء ، تنهدت فوندا تنهض من جلستها و بينما هي صاعدة للأعلى صدر صوت والدتها الخافت

"من أنت وماذا تريدين ؟ "

أشارت السيدة لها لتبتسم فوندا بسخرية دون النظر لها ؛ فلن يفيد الشرح مهما حاولت ؛ لأن والدتها ستعاود النسيان ، هكذا تمر الأيام ولا جديد سوي أنها سئمت من حياتها وأصبح النسيان يتزايد يوماً بعد يوم

كعادتها تجلس بين قدميّ والدتها لكنها تلك المرة لم تمسك يدها أو تطلب منها تهويدة للتخفيف عنها بل و تنظر لها كأنها تحاول التعرف عليها

" هل أعرفكِ ؟ "

نطقت فوندا ناظرةً لوالدتها ، كان ذلك الوجه مألوفاً و كأن تلك المرأة قد حملت عن عاتقيها حِملاً كبيراً ، لقد نسيتها ، نسيت أنها والدتها التي هربت بها بينما كانت هي لا تزال بين أحشائها من والدها المغتصب ؛ نسيت أنها والدتها التي قد رفضت أي أموال قد عُرِضت عليها من قِبَلِ جميع البشر ؛ لكي لا يكون لأحدهم عليها حجة و لتبقى فوندا معها دائماً

لكن لم تتناسى بمحض إرادتها ، فمن يجاور مريضَ زهايمر ينتقل له المرض تدريجياً، عصرت عينيها لتتذكر تلك المرأة ، إنها والدتها ، لقد تذكرت جزءً من معاناتها اليومية لترتمي علي الأرض باكيةً بصخب

حاولت والدتها الهرب منها لكنها لم تستطع فهي مشلولة ، لقد نسيت والدتها المعاقة عن الحركة  ليومين قبلاً  بسبب أثار المرض ، هاهم وحيدين يعانون ... يحتاجون للمساعدة و لكن من سيساعدهم  ؟  وقفت من مكانها لتتجه إلى المنضدة لتحضر حبلاً تود الإنتحار

آبــلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن