سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 17

4 2 0
                                    

قبل أذان الفجر بساعة بالتمام، تسللت كسارقة إلى مبنى الجامعة، لتثبت فعلاً أنها سارقة معلومات،
تنفست بملئ رئتيها وهي ترى المبنى الشاهق
من أين تبدأ وكيف، أصعب شيء في عمل العميل السري، هي البداية ووجهته الأولى،
إذا كانت شكوكه خاطئة وأتخذ طريق خاطئ
فحرفيًا سيتوه، سيتوه بين مجرم وبريء،
والمتاهه التي سيدخل نفسه فيها قد ربما تكلفه حياته،
لذلك كان عمها يحذرها من هذا العمل، الذي ستقحم نفسها فيه، لأنه لايناسب إلا عميل سري ماهر وعبقري،
ولكنها كالعادة تحب المغامرة وثبت مهارتها
دخلت بخطوات هادئة حتى إذا كان هناك شخص ما تتنبه له قبل أن يتنبه لها،
بحثت على السريع في القاعات ولم يكن هناك أي شيء يثير الرهبة سِوى الهدوء المسيطر على المكان،
كانت هناك غرفة في الدور الأول مُضاءة بأنوار خافته
تلمح فيه حركة شخص، ويبدو أنهُ يُصلي،
انتقلت للجهة الأخرى من الباب حتى يتبين لها ملامح هذا الشخص العظيم، هو ليس من شأنها الآن
وليس عملها في الوقت الحالي،
ولكن الفضول يتدافع في قلبها ويتصادم بقوة
مسبب فوضى لا مثيل لها ولن يهدئه سِوى معرفة هذا الشخص،
وأخيرًا توضحت لها ملامحه المرعبة،
هذا هو الدكتور سهم،
صحيح أن الملامح لاتُمثل الشخص ذاته،
تركته يكمل صلاته وكما دخلت متسللة أكملت طريقها
وهي تتسلل نظرت إلى البدروم برعب،
مُظلم جدًا، وهي إنسانة جبانة،
لا صلة بينها وبين الشجاعة،
رددت في نفسها همهمات تشجعها على النزول
كمثل انها فرصة استكشاف
ان الله معکِ توكلي عليه
لاخوف عليکِ وأنتِ في طريق الحق،
وكلمات كثيرة كانت كفيلة في نزولها ذلك البدروم
أدارت بمقلتيها عليه برهبة وخوف، مُظلم جدًا
كظلام قلب المجرمين تمامًا،
ذلك الظلام أجبرها على إضاءة نور هاتفها الذي وإن كان خفيف فإنه يتوزع على كل ركن في المكان، وكل زاوية
وضعت أناملها الوسطى والسبابة حول عدسة الكاميرا
حتى لايشع في المكان ويُكتشف أمرها،
لم يكن هناك سِوى غرفة كبيرة لها باب واسع
يتميز بلائحة مكتوب عليها؛
غرفة التشريح
سمعت الخطوات قريبة ألتفتت فإذا بذاك الرجل
قائم الليل أمامها بملامح مرعبة ومستغربة..

جامعة ثلاثين نوفمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن