أنا أعيش في الريف، ذات يوم ذهبت عائلتي في رحلة وتركوني وحدي في المنزل. بعد رحيلهم بفترة، سمعت صوت دق الباب، فذهبت ووقفت أمام الباب وقلت:
"من هنا؟"
لم أسمع شيئًا سوى آهات لشخص يتألم. فتحت الباب ورأيت شخصًا مصابًا أمامي. عندما رآني، قال لي بترجى:
"ساعديني رجاءً"
ومن الخوف، أقفلت الباب وعدت إلى غرفتي خائفةً مما يحدث. انتظرت حوالي 15 دقيقة في الغرفة وتأنيب الضمير لم يفارقني. فقلت لنفسي:
"يجب أن أساعده، لا أريد أن يموت على عتبة الباب"
فذهبت مرة أخرى وفتحت الباب لأجده مغمىً عليه. حاولت سحبه للداخل، ولكنه كان ثقيلًا. لا أعلم من أين جاءتني القوة، وسحبته بصعوبة إلى غرفة المعيشة. عندما انتهيت، مسحت عرق جبيني ونظرت إلى وجهه، والذي كان جميلاً للغاية. لم يكن وجهًا عادي، فضربت نفسي ضربة خفيفة على خدي لأكف عن التفكير. فهذا ليس الوقت المناسب. تفحصت جرحه وكان سيئًا للغاية. حاولت ما بوسعي لعلاج جرحه ولقد نجحت في ذلك. يبدو أن دراستي للطب لم تذهب هباء منثورًا، وكلمات المدح لا تفارق شفتي.
تركته ملقى في غرفة المعيشة وذهبت إلى غرفتي لأنام وقفلت أبواب الغرفة. فمن يدري، ربما يكون قاتلًا أو شخصًا مجنونًا، واستسلمت للنعاس. بعدها، أيقظني ضوء الشمس من سباتي لأقوم مسرعة لأرى ما حدث له. ولكن لم أجده، ووجدت ورقةً فقط، وكانت محتويات الورقة:
"شكرًا لأنك ساعدتني، ومعروفك هذا لن أنساه طول حياتي، وسأرد لكِ المعروف بالمال وبالقريب العاجل"
عندما انتهيت من القراءة، فرحتُ وبالطبع لن ينساني، والابتسامة لا تفارق شفتي.
وابتسمت الجدة وهي تمسح رأس حفيدها، بعدما انتهت حكايتُها، ليقول الحفيد وهو يتثاءب:
"هل رد لك المعروف؟"
لترد الجدة: "مرت 40 سنة وأنا أنتظر ذلك المعروف، يا صغيري"
أنت تقرأ
مذكرات كاتبة فاشلة
Poetryعلى صفحات هذا الورق، سأسطرُ ما مر بي من مواقف، وسأنثرُ هنا كلمات يراودني بها الفكر.