فتاة تذهب إلى المدرسة كعادتها، وروتينها المدرسي لم يتغير منذ صغرها، حيث تدخل المدرسة ثم تذهب لصفها، وتنام على كرسيها حتى يأتي موعد حصتها الدراسية. الفتاة وحيدة ولا تحب الكلام، فهي منعزلة والجميع لا يعرف عنها شيئًا. من يحاول التحدث معها، لا ترد، وظن الجميع أنها قد تكون خرساء. ورغم ذلك، كان حضورها الهادئ هو ما يميزها، وهكذا ظلت الفتاة حتى مرت ثلاثة أيام لم تذهب إلى المدرسة.
أثناء حديث الجميع عنها، سمعوا بصوت خطوات لم تكن غريبة عليهم، وبالطبع، كانت هذه الفتاة التي عادت وجلست على كرسيها. اقتربت إحدى الفتيات لترحب بها وقالت:
"أهلاً، أسمي دان"
فردت الفتاة بصوت هادئ:
"أهلاً بكِ"
مرت دقائق، والجميع قد صمت لينكسر حاجز الصمت، بسبب الأستاذ الذي دخل الفصل وبدأ حصته المعتادة.
عند انتهاء الحصة، تجمع الجميع حول الفتاة وبدأوا يسألونها، لكنها تجاهلتهم ونامت فقط. قال أحد الفتيان إنها ربما نطقت بالخطأ وهذا لن يحدث مرة أخرى، فأومأ الجميع برؤوسهم ووافقوا على ذلك.
وتركوها ولكن دان أصبح لديها بصيص أمل في أن تصبح صديقتها وأخذت تتكلم معها وتحاول بشتى الطرق التقرب منها. ذات يوم كان لدى الصف رحلة مدرسية إلى حديقة الحيوانات، فبدأت الرحلة وكانت معهم تلك الفتاة التي لم تنطق كعادتها، والجميع قد انشغل، واستغلت تلك الفتاة الهادئة الفرصة للذهاب، ولكن لمحتها دان ولحقت بها بخطوات خفيفة.
رأت دان الفتاة وهي تلاعب سنجاب وتقول له إنه لطيف، وبدى السنجاب سعيد، فرحت دان لأن تلك الفتاة قلبها طيب، وأرادت أن تذهب إليها، ولكن توقفت فجأة بعد رؤيتها للفتاة وهي تأكل السنجاب. رعبت دان وتراجعت خطوات إلى الوراء، ولكن لسوء حظها قد داسّت على غصن شجرة وأصدرت صوتاً، التفتت الفتاة وراها وابتسمت، اخذت تمشي بخطوات نحو دان وقالت:
"أنا من جلبتك إلى هنا، هل تتذكرين عندما رحبت بك لأول مرة وتكلمت معك؟ من تلك اللحظة أصبحتي وجبتي".
وفتحت فمها ببطء...
أنت تقرأ
مذكرات كاتبة فاشلة
Poetryعلى صفحات هذا الورق، سأسطرُ ما مر بي من مواقف، وسأنثرُ هنا كلمات يراودني بها الفكر.