الألم يشدّنا نحو الهاوية، لكن الحياة تحمل أكثر من ذلك.
الفتاة العراقية، لارا، تعاني من آلام الحياة، ولم تجد السعادة مجال في قلبها. كانت ترغب في الهروب من هذا العالم والانتحار يبدو لها المفر الوحيد. لكن قدرها أراد لها شيئًا آخر
توجهت إلى جسر ذو الطابقين في بغداد، بابتسامة مريرة.
وبينما تجلس على حافة الجسر مستعدة للموت، يظهر رجل مسن، يقف بجانبها ويقول: "تريدين تموتين؟"
تنظر إليه لارا وتأخذ نفس عميق، ثم تهز رأسها بنعم
يضحك المسن بصوت عال، ثم يقول
"لا تموتين هنا، اغلب الي انتحرو هنا تكسرو وما ماتو، روحي لمكان ثاني".
تنظر لارا إلى الأرض الجافة بسبب الجفاف، وتبتسم بحزن
هذه الأرض لا تجد قطرة ماء تسقيها مثل قلبها جاف تماما ولا توجد قطرة سعادة تطل على قلبها
فقفزت من أعلى الجسر بابتسامة مريحة
معتقدة أنها ستنتهي أخيرًا من هذه الحياةوعندما ارتطمت بالأرض ونزفت الدماء حولها غشيت عليها الألوان وأغلقت عينيها.
فجأة، شعرت بنور الشمس يتدلى على عينيها فأزعجها تلك الأشعة وفتحت عينيها بخفة ضلت تنظر إلى الشقف لدقائق،ثم استوعبت الأمر ونهضت بسرعة من مكانها.
نظرت للغرفة التي كانت غرفة عادية صغيرة، بسيطة الطابع وتحوم بصرها حول يديها المشرقتين لتجدهما ناصعي البياض، وفاصلهما وردية.
وبقدميها الترتاجفان بلا قوة
تحاول الوقوف بصعوبة،وصلت للمرآة
لتنظر إلى نفسها.شعرها أشقر يمتد حتى فخذها النحيل
عيناها الزرقاوتان تمتزجان باللون الأخضر ووجهها يزهو بشفاه كرزية مغرية وجسدها النحيل يعكس رقتها.كانت تتأمل نفسها بحيرة متعجبة من زينتها وأناقتها ولكن سرعان ما تلاشت تلك الأفكار.
حين سمعت صوت خطوات قادمة من الباب توجهت نحو الصوت لتجد رجلاً يتقدم بخطوات ثقيلة وبيده حزام يهتز بين يديه، وسألها بسخرية:
"أسمك، أليس لديك قليلاً من المال؟"
وقفت ودفعته بقوة حتى سقط على الأرض بترنح.ثم خرجت هاربة من الغرفة بسرعة
نزلت الدرجات بسرعة وفتحت باب المنزل ولكن واجهت رجال بزي رسمي يدفعونها للخلف ويدخلون المنزل.ثم ظهر رجل آخر يرتدي نظارات ويتمتع بجاذبية
وفجأة، نزل شخص الذي دفعته من الدرج وهو يمسك برأسه عندما رأه، انحنى أمامه وقال: "سيدي!"
وتابع وهو يشير إليها
"إنها التي بعتك أياها لسداد الدين"
فوقفت المرأة مذهولة، وحاولت الهروب من المطبخ،ولكن جهودها باءت بالفشل وأمسكوا بها بقوة،ثم جروها داخل صندوق السيارة وأغلقوا الباب عليها وهي تصرخ.
ضلت تضرب باب سيارة حتى انفتحَ،
وأُخرِجوها لتجد نفسها أمام قصر كبير،
يشبهُ قصور الملوك في جماله وفخامته!دخلتُ القصر وهي تتفحصُ المكان باعينها، لتسمع أحد الخدم يقولُ بصوت هامس:
"سيد جيون لأول مرة يحضر فتاة إلى القصر!"
حاولت الحفاظ على ملامح وجهِها، وهي تقادُ لمكتب ضخم أسود بالكامل، يعلقُ به بعض رؤوس الحيوانات، ويفوح منه رائحة السجائرِ.
دخلت وحدها بعد أن قال لها الحارس، وكان سيد جيون يدير ظهره لها، وينظر من نافذة مكتبَة كبيرة، وهو يدخن، ثم أدار وجهَه ونظر إليها، وحرك إصبعه بمعنى "تعالي إلى هنا".
هي بقيت بمكانِها ولم تتحرك، ثم اقترب مو وقال بصوت فحيح الأفعى،
"إنتِ مختلفة!"
ابتسمت ببؤس وهي تنظر إليه،
ثم صفعته! هو لم يتحرك ولم يصدر أي حركة،فقط كان متفاجئًا.تحركت هي متجاوزة إياه متوجهةً إلى مكتبه تمزق الأوراق الموجودة عليه.
التفت هو ينظرُ لها بعينيه المشدودتين،
وأخرج مسدسه ليوجهه نحوها.ضهرت ابتسامة جانبية على شفتيها،
وأصبحت ترمي الأشياء عليه.في لحظة، اندلعت همسات تتجلى في تلك الكلمات الباردة التي خرجت بابتسامة غامضة من شفتيه.
"لا، بالمتخلفة"
هكذا ترددت هذه الكلمات القاسية، كأنها سهمٌ يندفع نحو هدفه.ثم ضغط على الزناد وتوسطت الطلقة رأسها وأغمضت عينيها وقالت أخر كلماتها.
"أفضل أن أموت مرة أخرى على أن أعيش في قصة مبتذلة كهذه"
![](https://img.wattpad.com/cover/346471055-288-k278207.jpg)
أنت تقرأ
مذكرات كاتبة فاشلة
Poetryعلى صفحات هذا الورق، سأسطرُ ما مر بي من مواقف، وسأنثرُ هنا كلمات يراودني بها الفكر.