قصة

19 4 0
                                    

كانت ماس تقرأ رواية قد أخذتها حروف الرواية لعالم آخر، فلقد أحبتها كثيرًا، فأصبحت تقرأها ليلاً ونهارًا لتصل إلى نهاية آخر ورقة تشرح لها نهاية عالمها المفضل. وكانت الرواية تتحدث عن فتاة أرادها الجميع، قد تظنون أنها رواية رومانسية رخيصة، ولكنها أعمق بذلك بكثير، لم يريدها الجميع لأنهم أحبوها، بال لأنها كانت ابنة أشهر الخميائيين الذي مات وتركها مع أشهر وصفاته التي لا يعرف أحد مكانها ألا هي ومن أشهر وصفاته الشباب الدائم. والقوة لمن هو ضعيف، والكثير من الأشياء التي لم تكشف بعد، وأخر صفحة قرأتها هي أن البطلة الرواية في فستان زفافها ينتظر خروجها بطل الرواية ليتم زفافهم ويعلن نصرة فلقد فاز، وفوزه لا يتعلق بقلب البطلة فقط، إنما بفوزه بتلك الوصفات العظيمة، دخل عليها بينما كانت واقفة في فستانها الأبيض الذي زادها جمالًا فوق جمالها، وفي يدها صندوق قد جن الجميع لأجله، وبالطبع، وماذا سيكون داخله غير وصفات أبيها؟ غضبت ماس عندما قرأت هذه الكلمات، فلم يحبها حبها حقيقيًا، بل بالمصلحة! أي حب هذا؟ ثم تابعت القراءة لتصدم بأن خنجر البطل يخترق قلب البطلة بكل برودة! ووقعت البطلة جثة هامدة على الأرض، بينما أخذ الصندوق وذهب تاركًا إياها في تلك الحالة. لم تصدق ماس ما حدث، فتلك النهاية أسوأ شيء رأته على الإطلاق، فرمت الكتاب بغضب ليدخل سلة المهملات. بعدها استوعبت أن الكتاب ليس له علاقة، وذهبت تخرجه بيننا تشتم من صنع تلك النهاية، وامسكت الكتاب بيدها لتسقط أرضًا فاقدة الوعي، وبالفعل، أنتم تعرفون أين ذهبت عزيزتنا ماس؛ لقد فتحت عينيها ودخلت بجسد البطلة قبل وفاتها. ابتسمت بينما تنظر من حولها، متوعدة بعقاب قاسٍ لمن استهان ببطلة روايتها المفضلة.

بعد أن أمسكت بباقة الزهور، دخل بطل الرواية ونظر لها بابتسامة جميلة، وقد عرفت لماذا وقعت بطلة الرواية في حبه. أمسك يدها وسألها بنبرة هادئة:

"عزيزتي، أين الصندوق؟"

لترد بينما تحاول الابتسامة بدف قدر المستطاع:

"لماذا الاستعجال؟ دعنا نتزوج أولاً وبعد ذلك ستحصل عليه"

ليؤمى برأسه وامسك يدها وذهبو إلى قاعة الزفاف بينما تنهال عليهم الورود وصوت التصفيق يتعالى.

وبعد ان وقفو في مكانهم، سائل المأذون البطل:

"هل تقبل أن تتزوج روزلين وتقف معها بالضراء والسراء؟"

فيجيب بنعم ويوجه المأذون السؤال إليها، وترد بينما تعتلي ملامح الغضب وجهها:

"كلا"

ليعيد السؤال عليها وتجيب

" كلا. لا أقبل، لن أتزوج هذا الكاذب"

وترمي على وجهه باقة الورد وتذهب، بينما تعلو الصدمة على وجهه فلا يعلم ماذا حدث لها.

مذكرات كاتبة فاشلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن