✦الفصل الخامس ✦

3.1K 151 53
                                    

الفصل كبير جداً 7798كلمة ومليان احداث... ودا تعويض عن التأخير.. ياريت بقى نتفاعل يا حبايبي عشان محسش ان مجهودى راح على الفاضى 💛🌼

قراءة ممتعة🏵
********************
"المجروح من اهله لا يشفى"

خرجت تركض بقلب مفطور يتألم ويصرخ ولكن لا يوجد من يستمع.. لا يوجد من يرى ‌‌.. دموعها التى باتت رفيقة جروحها تنزل بسلاسة على وجنتيها تحرق ما تبقى من روحها المشوهة.. كلما لامست دموعها اثار صفعة والدها تحترق وجنتها بالالم ويحترق صدرها بالقهر والوجع تشعر وكأنها كبش منحور عنقه بسكين غير حاد... جرحه ليس بالعميق لينزف ويموت على الفور ولكنه جرح كافى ليجعله يفقد دمه ببطء وعذاب وألم كبير... قلبها مجروح بشدة ولا يوجد من يسعفه....

وهن جسدها جعل خطواتها تتباطأ شيئاً فشىء... عيناها التى يغشيها الدموع لا ترى بوضوح امامها.. فتعرقلت قدمها بحجر متوسط لم تلاحظه ليتهاوى جسدها للأمام بقوة تسقط بعنف ارضاً... ولكن قبل ان تصطدم بها انتشلتها يد حاوطت خصرها وسحبتها بقوة تزرعها بداخل صدر عريض ينتفض بلهاث حاد كما لو كان ركض لأميال و تحت يداها تستشعر القلب الذي بداخله ينبض بقوة... وكأن نبضات هذا القلب اتت لها لتلبي نداء قلبها الذي يحتاج للشعور بالامان والسلام والطمأنينة فدفنت رأسها بصدره اكثر واكثر عندما ظنت انه والدها تنتحب بقوة وصوت شهقاتها يمزق فؤاده...يداه المحاوطة لها تشتد اكثر واكثر يضمها بقوة داخله.. لا يعلم لما تلك الفتاه بالتحديد تثير بداخله كل تلك المشاعر الغير مفهومة بالنسبة له.. تراوده تساؤلات عديدة عن ماهية هذا الشعور ولكن لاتوجد اجابة... اخذ يطحن اسنانه بينما يشعر بدموع عيناها الخضراء وصوت انتحابها كاخنجر حاد ينغرز بقلبه....

بعد عدة لحظات تنبه عقلها الباطن برائحة ذلك العطر التى ملئت رئتيها ففتحت عيناها تنظر الى صدره بإرتباك وهى ترى امامها قميص اسود اللون فى حين ان والدها يرتدي كنزة زرقاء... سقط قلبها رعباً حينما استوعبت انها تحتضن رجل غريب بل والاسوأ انها تمسك اطراف سترته بقوة وتدفن وجهها داخل حنايا صدره تبكى فعلة والدها... ابتعدت كمن لدغها عقرب تنظر اليه بعيون غاضبة سرعان ما تحولت لمستغربة وجوده.. فهى تذكرته جيداً وكيف تنساه وهى قد كانت على وشك التسبب بقتله وعلى ذكرها الحادث رفعت عيناها تنظر الى جبينه بفضول تري تلك الاصقة البيضاء التى تضمد جرحه وعلى ما يبدو انه جرح عميق...

بينما هو شعر بالاحباط عندما ابتعدت ولكنه لم يلبث وغاص بعيناها مجدداً.. يلاحظ تغير لونها الاخضر الذي يشبه لون الاعشاب ذات الخضرة الفاتحة الى لون اغمق يشبه لون الزيتون... ضمها لصدره لحظات قليلة قبل ان تبتعد ولكنها كانت كافية ليدرك قلبه من هى تلك الفتاه عندما نهشت ذئاب الشوق جدران فؤاده... فهى من اصابته بسهام نظراتها... عيناها وحدها ملجأ لروحه التائهة.. لديه كامل الاستعداد ليمضي الباقى من عمره يتأمل ابداع الخالق العظيم فى عينيها.. يشتهى بجنون ان يمسح دموعها بشفتيه ثم يقبل عيناها الباكية بحنان.. يريد ان يسرق من الزمن لحظات قرب قد لا تعاد مجدداً....

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن