✦الفصل الثامن عشر ✦

1.2K 111 30
                                    

لقد أخبرني أبي ذات مرة " أن من اعتاد الاعتذار لا يقوى على ترك الاخطاء " ، والحقيقة اني ادركت أن من اعتاد الخذلان لا يأمن

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لقد أخبرني أبي ذات مرة " أن من اعتاد الاعتذار لا يقوى على ترك الاخطاء " ، والحقيقة اني ادركت أن من اعتاد الخذلان لا يأمن .

نور المصري 🖋
(عشق في مهب الرياح)
______________________

« قبل شهرين »

وقفت تبحث عن هاتفها في غرفة الادارة بالمطعم وكانت الغرفة مظلمة إلا من نور بسيط ينعكس على مكتب والدتها ؛ فقد انتهى دوام العمل منذ عدة ساعات والجميع غادر ولم يبقى سواها ، و قد عادت حين اكتشفت ضياع هاتفها لتبحث عنه .

في الخارج حيث صُفت سيارته ، أنزل زجاجها وراح يراقب تسلل رجاله للمطعم ينظر له بقلبٍ شامت أعماه الحقد والكره فقد أوشك على نيل انتقامه منها لرجولته المهدورة وقلبه الذي سحقته أسفل أقدامها .

يعلم تمامًا قيمته لهم لذا أجاد استغلاله ، يريد إيلامها مثلما تألم هو ، يبغى حرق قلبها بالنيران كما احترق هو ، يريد إذلالها كما ذلته ، ولن يحدث هذا إلا بإحراق المطعم الذي هو مصدر معيشتهم الوحيد… لذا سيفعل !

تنهد بثقل مازال يجثم على صدره ، وهناك صوت ضعيف يهمس بخفوت مخافة من إفلات زمام تحكمه انها بريئة ، لا تستحق مايفعل ، عشقه لها يسوقه للرأفةِ بحالها ، وعقله ينتفض عصيانًا عليه ، حاله مشقق بين هذا وذاك وهو يتأرجح بينهما بضياعٍ حتى رأى رجاله تخرج بعدما أنهوا مهمتهم بالداخل لذا دفن قلبه أسفل ثرى عشقه وانصاع لعقله الذي يقوده للانتقام طامسًا أي محاولة للتراجع .

فى الداخل ارتفع صوت الهاتف في الإرجاء حيث كان مُلقى أسفل المكتب ، فنزلت تجلبه مجيبة بسرعة ظنًا منها انها أمها :
– " ايوة يا حبيبتي خلاص لقيته "

ابتسم بوجع توارى خلف لهجته الساخرة حين تشدق :
– " كان نفسي تبقى حبيبي واتكيف بيها بس مليش نصيب "

– " رائف ؟! "

كانت في أوج صدمتها حين نطقت اسمه بارتعاش فأجابها هو بثباتٍ :
– " ايوه رائف يا عيون رائف من جوه "

في تلك اللحظة خاض الخوف غماره نحوها وبات يهدد كيانها ، لكنها جاهدت لئلا تنصاع له فصبغت صوتها بقوة لا تملكها ورغم ذلك ظهر اضطرابها جليًا برعشتها حين تحدثت :
– " عـ..عايز ايه ؟ "

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن