✦ الفصل الثاني عشر(جزء اول) ✦

1.8K 112 41
                                    

خرجت كلمات "كامل" القاسية والتى وازت ملامحه حين أعرب عما بداخله بثقة :
- "عمك هو اللي موصي على حادثة زيدان وطبعًا حضرتك قولت انا اتجوز بنته عشان ندارى على الموضوع وميتكشفش بس حظك وحش لما وقعك في طريقي ".

تابع بخشونة لم تخلو من السخرية :
- "انا بلغت عليكوا والحكومة هتيجي دلوقت ووقتها هتدخل السجن بدل ما تدخل دنيا يا ابن الرفاعي ."

وعكس ما توقع لاقى الجمود والثبات هما ما يطغيا على وجهه بدلًا عن الخوف وهو يوجه له سؤالًا :
- "وانت مقتنع باللي بتقوله دا ياكامل بيه ولا لا ؟ "

اغضبه ثبات ملامحه فقال بخشونة :
- "لو مش مقتنع بيه مكنش لساني نطقه ...".

تحدث "جلال'' حينها بإستنكار :
- "خيبت املي فيك يا كامل بيه الصراحة ..''

نجح فى إثارة فضوله لمعرفة ما يتوارى خلف ثباته هذا فقال بحدة :
- "بلاش تلقيح كلام من تحت لتحت وقول تقصد ايه من غير اللف والدوران بتاع التجار ده ..''

تحدث بثقة ولهجة قوية :
- "طيب من غير لف ولا دوران بتاع تجار ، عمي ملوش دخل بحادثة الباشا ولا هو محتاج يقتله عشان يفوز بالانتخابات..متنساش ان هو النائب الحالي وكان بيخدم أهل الدايرة بعنيه وكلهم بيحبوه دا غير كل معارفنا الى ساندينوا بأصواتهم يعني عمي داخل الانتخابات وهو حاطت فى بطنه بطيخة صيفي ومش محتاج يوسخ ايده بدم اي حد عشان يكسب "

صمت قليلًا يتبين ملامح "كامل" التى حالت للهدوء فتابع بلوم غليظ كلهجته :
- اعقلها يا كامل بيه ..دا معملهاش فى ولايته الاولى هييجي يعملها دلوقت وهو ضامن المكسب ! "

وعاد واسترسل بإستهجان قائلًا بفظاظة :
- " لو بنت اخوك وافقت وورطتك فاخترع حجة احسن من دي تمنع الجوازة عشان اقتنع المرة الجاية "

عدل من أزرار سترته وهو يستعد للمغادرة لكنه بالطبع لم يتناهى عن الصرامة فى قوله :
- 'وبالنسبة للحكومة كلمهم وقولهم ميتعبوش نفسهم ..انا رايحلهم لغاية عندهم ...عن اذنك "

انهى حديثه وتوجه لباب المكتب وداخله تشتعل براكين الغضب مما يحدث له ويمنعه من الوصول لها ، ملامح وجهه يلونها اليأس والرفض لقدر يحول بينه وبينها فقد كان يواسي حاله بما سمعه من والدتها ليكون سلاحه لجعل هذا الرجل يوافق عليه بالخداع . ولكن يبدو ان تلك الطريقة لن تفلح ومخزون صبره قارب على النفاذ وهو قد اقسم من قبل على امتلاكها مثلما امتلك قلبها لذا سيأخذها من براثن تلك العائلة ليتنعم بعشقها الذي طغى بدفئه على قلبه البارد وانتهى الامر .

أتى اليه صوت " كامل " الصارم اوقفه عن إكمال خطواته للخارج حين هدر :
- "استنى عندك.."

تصلب جسده بوقفته فلم يلتفت له بل استمع لخطوات "كامل" التى تقترب ليقف خلفه قائلًا باعجاب :
- "كان معاهم حق لما قالوا عليك تاجر شاطر ومفتح "

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن