✦ الفصل العشرون ✦

1.4K 104 34
                                    

مالي ما عدت ارى القمر ينير عتمة ليلي ، ولا الشمس تشرق فوق فجري ، تائهة والظلام يحيطني وقلبي للوحشة يخشع ، وحيدة عزلاء أمام أنياب وحوشهم الضارية.. تنهش جسدي المتراخي وتقتل روحي التي للغوث تائقة .. حتى اكتفت وانتهت معها حكايتي لتغدو مجرد ذكرى في جوف العقل قد يتناقلها من حينٍ لآخر…

نور المصري ✍🏻
( عشق في مهب الرياح )
________________________

– " رياض ! "

هتفت بها بجسد مازال للمرض يخضع ، وروح للوجع تخشع ، وعقل للذكريات المريرة يخنع . فـ رد يجيب ضياع حالها وسط الماضي بـشوقٍ لم تهدأ نيرانه منذ زمن :
– '' زهرة…عاملة ايه يا زهرة ؟ ليكي وحشة ''

كان ينطق اسمها بلسانٍ مشتاق لسياقة حروفها فوق أطرافه كحال قلبه الملتاع.. بينما جاهدت هي في اخراج نبرتها الضعيفة وأجابت بودٍ :
– " وانت كمان "

لم تستسيغ أذناه تلك الكلمة التي كان لها وقع السكن لألامه ، فيما تابعت هي برفقٍ جاهلة عن حاله المشتت وسط ضجيج مشاعره :
– " قولي عامل ايه ومراتك وبنتك برضوا لسه مفيش معلومات عنهم ؟ "

تملك الحزن والقهر من فؤاده حين أتت على ذكراهم ، فـ أجابها باقتضاب :
– " لسه يا زهرة "

وتابع بحقدٍ وغل لمن اتخذه سببًا لمصابه :
– " قلبت الدنيا عليها بنت ال…وبرضو مفيش فايدة "

لم يحبذ رؤية نظرات الشفقة التي تظلل عيناها فـ غير مسار حديثه وقال :
– " المهم قوليلي انتي عاملة ايه وريحان ؟ "

ابتسمت بإدراك لحالته وأجابت بهدوءٍ :
– " كلنا كويسين "

أغضبه اخفاءها لمتاعبها وشكواها وكأنه غريبً عنها ، فصاح بها محتد :
– " كويسين ازاي والاخبار اللي وصلتني عن حريق المطعم "

واستطرد بعتاب رقيق أشعرها بالخجل من رؤية ما تخبئه عيناه وسط العديد والعديد من النظرات الغامضة :
– " معقول يا زهرة يحصل معاكى كل ده ومتقدريش تقوليلي "

تجاوزت عن شعورها وتحدثت موضحة بإحراج :
– " مكنتش عايزة اتعبك معايا ، كفاية وقفت جنبي كتير قبل كده ، مبقتش قادرة اعد جمايلك "

استنكر حديثها وقال في استفهامٍ خبيث يريد آجابة قد تعزز آماله في نيلها :
– " جمايل ايه ؟ انتي لسه معتبراني غريب ليه حتى بعد كل السنين دي "

وأضاف بإقتضاب حين أتى على ذكر من سبق وسرقها منه :
– " ده انا حتى اعرفك من قبل زيدان بكتير "

انتفض قلبها عشقًا ولوعةً على فراقه الذي أقسم ظهرها ، وردد لسانها بدعاء منبعه فؤادها الموشوم بحبه :
– " الله يرحمه "

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن