✦الفصل الواحد وعشرون (جزء أول)✦

1.4K 106 79
                                    


على نفسِها جَنت براكش..جملة تُقال حين يَلقي المرء بحاله وسط الهلاك ، أما أنا فلم أكن أدري أني سأغدو براكش أخرى ألقت بنفسها في حقل الثعابين فقط لتنجو من ذئاب الكون التي تكشر عن أنيابها لتفتك بها ، ولكن ما قيل حينها أن الشمس أحرقت حالها.. وقد فعلتْ !

نور المصري✍🏻
(عشق في مهب الرياح )
___________________

دائمًا ما يكون هناك شخص يثير داخلنا الغضب ، ويُخرج منا أفعال جنونية تنافي طبيعتنا . وقد كانت هي ذلك الشخص.. فها هي دفعته لفعلة جنونية ما كان ليفعلها بحياته ولكن هناك أول مرة لكل شيء ، فيما أخذت هي تصرخ وتصرخ غير عابئة بـ ساكني البيت او عامليه فقط تبغى الابتعاد عنه وعن شروره التي دائمًا ما تكون ضحيتها ، لذا جاهدت في المناص منه وهي تصيح محتدة :
- " نزلني يا عاصم وكفاية فضايح لحد كدة "

واصل خطاه التي حملته للسرايا ، وأجاب حدتها بخشونة نبرته وقسوة ملامحه :
- " قولتلك تعالي بالزوق بس واضح انك من الناس اللي لازم تضرب على دماغها عشان تسمع الكلام "

لم تهابه _او هكذا اظهرت _ فقد كانت مُحصنة من تلك القسوة سابقًا بفضل ما خابرته من أحداث كان هو أحد أبطالها ناهيك عن يقينها بوجود «الجد» بالمنزل وعجزه عن إيذائها في حضرته ، لذا حذرته بلهجة شديدة جمعت كل شجاعتها لتخرج بذلك الثبات وتلك القوة :
- " بقولك ايه ..انا معدش اسمحلك تغلط فيا ، ومش عشان سكت مرة يبقى هتسوق فيها "

هو أخطأ وعليه التحمل ، كان يردد تلك الجملة داخله بإلحاحٍ ؛ لتخمد نيران غضبه التي ادلعها حديثها المستفز لكامل خلاياه ، فيما صرخت هي حانقة حين وجدت من الصمت إجابتها وما زال جسدها يجاهد في الافلات :
- " انا بكلمك.. نزلني "

طفح كيله ، وانتهى صبره فـ هَبَّ يجيب حديثها او..أمرها بغلظة فيما اشتدت يداه حولها أكثر فثبطت محاولاتها :
- " لا..واخرسي واتهدي بقا '

اقتربت خطواته من بهو السرايا التي يتوسطها الدرج ويقع على يمينه غرفة المعيشة حيث يجتمع بها أهل المنزل ، والذين خرجوا جميعًا رفقة العاملات ليشاهدوا ما يحدث في ذهولٍ أقرب الى الصدمة من حال هذان المتزوجان حديثًا .

بينما هي لم تعبأ بأحد وفقط صاحت مجددًا بتحدي غلف مُقلتاها فبدت كالشعلتان المتوهجتان أثارتا انتباهه نحوها وسرقا أنفاسه من شدة جمالهما :
- " لا مش هخرس..نزلني نزلني "

كان ما زال تحت سطوة عيناها حين شق «الجد» رداء الذهول وهتف مستنكرًا لهيأتهم العجيبة وصوتهم المرتفع :
- " فيه ايه يا عاصم ؟ مالك شايلها كده ليه ؟ "

أربك وجود الجميع ثباته خاصةً نظراتهم المدهوشة فتنحنح يجلي صوته ليجيب جَده بعدما استرجع رباطة جأشه وتخلص من سطوة عينيها الساحرتين ، بينما قاطعت هي حديثه حين صرخت مستنجدة بالجد :
- " خليه ينزلني يا جدي "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن