✦ الفصل السادس عشر ✦

1.8K 165 71
                                    

في هذا اليوم ذهب الوفاء ، و اندثرت الثقة ، وبات الخذلان شعار تحمله قلوبً تجرعت مرارته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في هذا اليوم ذهب الوفاء ، و اندثرت الثقة ، وبات الخذلان شعار تحمله قلوبً تجرعت مرارته...

نور المصري🖊
( عشق فى مهب الرياح )
______________________________

ضربت كتفيه بخوف وهي تردد بارتجاف :
– " ابعد...ابعد عني...ابعـ..."

اندثرت باقي كلمتها بين شفتيهم حين اخذ يخرج ذلك الحقد والغضب بها دون ان يبالي بأنفاسها التي سلبها كما يريد سلبها هي...

يده تقسو فوق عظامها حين يضمها له ، شفتيه تنتقم من فمها الذي تجرأ ونطق بحديث كان كفرمان موتها ، هناك سخونة تندفع بأوردته تثير جنونه اكثر فتدفعه لإيلامها ، صاممًا اذناه عن آناتها الخافتة وشهقاتها التي تنفذ لداخله فتترك جرحًا غائر بقلبه الذي يتلوى حزنًا وقهرًا على ما يفعله بتلك الشبيهة بأمه...

ابعد رأسه عنها ، وعيناه لا تترك النظر لها بينما هي مغمضة العين ، كيانها ينزف دماؤه على هيئة قطرات شفافة تنزل فوق وجنتيها دون توقف ،  مذبوحة الروح هي وفقط ترقص رقصة الموت على انغام ”عاصم ‟، ذلك الجاثي فوقها يقبض على جسدها الهزيل أسفله كما يقبض على روحها بقيود من فولاذ ومن اعطاه مفتاح وثاقها هم اقرب الاقربين ، من كان لهم اليد العليا في وضعها الراهن . لم يكن القدر يكتفي من سرقة امها واختها ، وسحقها اسفل اقدام زوجة والدها التي جعلت حياتها بقعة من الجحيم على الارض بل ايضًا ستصبح كبش فداء لغضب ذلك العاصي .

فتحت عينيها الحمراوتان تنظر له فى استسلام شعرت انه يحتل كامل جسدها تحت سطوته دون ان يكن لها حق الاعتراض ، بل كانت تنتظر خطوته القادمة بتأهب  حتى تكون هذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير وحينها سينتهي عذابها...وتنتهي هي معه ! 

بينما هو حين ابصر عينيها اخذ غضبه يهدأ رويدًا رويدًا حتى اندثر ، وقبضته على يدها خَفت حتى تركها ، و عيناه لا تترك عيناها وكأنها تسحبه ببطء الى نهر العسل الذائب بهما خلسة ليستجيب هو لإغوائها بضعف استولى على سائر جسده ويمرر بصره على ملامح وجهها الفاتن..بشرتها الصافية التى تلمع بفعل دموعها ،حاجباها الجميلان ، عيونها الساحرة ، انفها الدقيق ، وشفتاها الورديتان..اخذ يمعن النظر لها وهي فقط تنظر له بانهزام روح زهدت الحياة و تنتظر رصاصة الموت لتنهي عذابها ، بينما هو لا يدري بحالها فقط ينظر وينظر لا يرى فيها وجه امه البتة ؛ هناك الكثير من الاختلافات اهمها انها تملك هالة غريبة من البراءة تختلف عن تلك القوة التى كانت تنبعث من وجه امه .
براءة تحاوطها بشكل جعل قلبه القاسي يلين لها كما لانت نظراته الحادة وفجأةً على حين غرة اخذ وجهها يندثر حتى اختفى عن عينيه وظهر وجهها...أميرة احلامه وحوريته تلك الفتاه الوحيدة التى تجعل قلبه يخفق ، وحينها انفرجت شفاه تكشف عن ابتسامة عاشقة ، فقد تغيب العقل و بات القلب يحكم افعاله التى كانت نابعة من ذلك الشعور الذي يختلج صدره فوقع تحت وطأة هيمنته وتحرك نحوها يشدد من احتوائه لجسدها المرتجف وشفتاه  مثلما قست سابقًا تحنو الان وتقطف من شفتيها ما يضرم النيران الخامدة بجسده ، يرتشف رحيقها المسكر بتروي ينافي لهفة يداه التي تضمها لقلبه الذي يرتجف بين ضلوعه حتى اوشك على الخروج ليضمها هو بين طياته يخبئها لكي لا تهرب مجددًا...

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن