✦الفصل الاول ✦

10.6K 222 13
                                    


صلوا على الحبيب المصطفى ❤

فى سرايا الباشا بإحدى القرى الريفية •••••••

كانت تلك الجميلة تقف اعلى سطح المنزل بجانب غية الحمام الخاصة بها تمسك بيدها حمامة بيضاء تشع جمالا يغرى العين بسحره..اقتربت منها لتقبلها ثم رفعت يدها تدفعها بكامل قوتها لتحلق الحمامة فى الافق البعيدة تحت انظارها المبتسمة.....

صعدت الخادمة اليها لاهثة تهتف بتهدج انفاسها
=ست رحيق.. ست رحيق زيدان بيه بينده عليكى وعايزك قوام

التفتت اليها رحيق بإبتسامتها العذبة قائلة
=ماشي يا سكينة انا نازلة حالا... تعالى انت حطي الاكل لباقى الحمام وافتحيلهم الباب

اومأت لها سكينة بطاعة لتتركها رحيق وتهبط لاسفل حيث غرفة والدها.... طرقت الباب برقتها المعهودة ليسمح لها والدها بالدخول...
دلفت بخطواتها الهادئة تنظر لوالدها الذي يقف امام المرآه ينتظرها ككل يوم حتى تختار له سترته وتساعده فى ارتدائها مثلما كانت تفعل معشوقته وزوجته الراحلة بل زهرته الغالية.. ولكنها تقدمت منه اولا تقبل وجنته بحب قائلة
=صباح الخير يا احلى زيزو فى الدنيا كلها

ابتسم بحنان شديد لها وهو يقبلها جبهتها بحب قائلا
=صباح الفل والياسمين على عيونك الحلوين يا حبيبة زيزو... روحي بقا هاتيلي باقي اللبس عشان نلحق الفطار

اومأت له وتقدمت من غرفة ملابسه تنتقي له سترة جميلة باللون الرمادي كي تتلائم مع قميصه وبنطاله الاسودين... ثم ذهبت لتقف خلفه تماما تساعده فى اللبس...
التفت لها بإبتسامة سرعان ما تلاشت وحل محلها نيران غضبه فور استدراكه لوجهها الظاهر ونقابها الذي ازالته من على وجهها وانزلته لاسفل
=هو انت كنت كدا فوق السطوح

قطبت حاجبيها بعدم فهم
=كدا ازاي

اشار لها برأسه هاتفا بشراسة
=كدا الى هو كدا.... منزلة نقابك ليه يا ست رحيق.. انا مش منبه عليكى الف مرة نقابك دا مينزلش غير فى اوضتك.. ايه ناسية ان فى زفت رجالة معاكي فى البيت

هتفت بأسف حتى تمتص غضب والدها فقد كانت تعلم انه يغار عليها بجنون
=ابدا والله يا بابا انا نزلته وانا داخلالك حالا يعني محدش شافنى اصلا وكمان راشد مش هنا ومفيش غيرك انت وعمي ومظنش ان فيها حاجة لما عمي يشوفنى من غير نقاب ولا ايه

زفر بعنف محاولا تهدئة نيرانه المشتعلة بقلبه خوفا عليها من مجرد نظرة غير بريئة تتجه اليها قائلا بصوت جدي حاد بعض الشىء محذرا اياها
=حتى لو.. برضو مش مسموح لاي حد يشوفك فاهمة.. لا ست ولا راجل حتى لو كان عمك.. فاهمة يا رحيق زهرتي

قال الاخيرة بحنان وخوف عليها جعلها تبتسمت بحب على ذلك اللقب الذي يناديها به والدها جامعا اسم زهرته معها قبل ان تهز رأسها بطاعة محببة له قائله بمزاح
= فاهمة يا زيزو... ويلا بقا عشان شكلنا اخرنا و تيتا عنيات يمكن تملص ودانا احنا الاتنين ومش هيهمها حاجة

عشق فى مهب الرياح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن