الفصل ١

2.6K 100 40
                                    

سمع صوت صياح و بكاء ... و قام كل من كان في المطعم الفخم ذاك بالتسلل لمتابعة ما يحدث ...

كان اندريس هاندمسن مدعوا الى العشاء من قبل أحد أصدقائه القدامى و غلبه الفضول هو الاخر و لم يشعر الا بقدميه تجرانه رغما عنه نحو مصدر الصوت...

كانت الحشود مجتمعة تتفرج على ما يحدث ... استطاع ان يتسلل وسط تلك الجموع كي يستمتع بالمشهد...

كانت فتاة شابة ترتدي فستانا أسود مزينا كلاسيكيا ، ذات بشرة بيضاء و شعر احمر اللون كما النار ...

كانت تصرخ بوجه أحدهم... و تبكي بحرقة و هي توبخه و تلومه:
" كيف أمكنك ذلك ؟ كيف تمكنت من المضي بحياتك و انت تعلم انك تخليت عن ابنك ؟ ما ذنب الصغير بأن والده رجل جبان و خسيس مثلك ؟؟؟
لماذا فعلت بي ذلك ؟؟؟ لماذا استغليت سداجتي و حبي لك .. اوهمتني بالحب و جعلتني أصدق انك تحبني و ترغب بي زوجة لك ... لم أكن لأتصور ان الرجل الذي أحببته سوف يتخلى عني بسهولة هكذا " .

تمتم الرجل و الصدمة القوية جلية على ملامح وجهه:
" مالذي تقولينه ايتها الانسة؟؟؟ أنت مخطئة... انا لا اعرفك ... أنت حقا مخطئة " .

هتفت بسرعه تنتفض:
" لا تعرفني ... ايها اللعين الكاذب .. بعدما استغليتني و اخذت كل ما تريده مني .. تنكر الان معرفتك بي ؟؟؟" .

صاح بها الرجل بغضب :
" ما هاته الترهات التي تتفوهين بها .. انا حقا لا اعرفك ... " .

الفتاة اخرجت هاتفها من حقيبة يدها و رددت :
" ترهات ؟؟؟؟ و ما هاته اذن ؟؟؟ أليست صورنا معا ؟؟؟ انظروا جميعا .. الى السيد النبيل الذي ينكر معرفته بي .. انظروا الى الصور التي تجمعنا " .

مررت هاتفها للجميع و لمح اندريس صورة لها و هي تعانق الرجل ذاك و يبتسم لها بحب .. أعادت الهاتف للحقيبة و قالت:
" لا يهمني انك تخليت عني و مللت مني و لكن ماذا عن ابننا .. ماكسي ؟؟ مالذي سوف أخبره به ؟؟؟ هو يسأل عنك باستمرار... " .

هجمت عليه ممسكة به من ياقة قميصه و هي تصيح :
" قل لي مالذي افعله؟؟؟ كيف اشرح له تخليك عنا ؟؟؟؟ قل لي ما ذنبه ؟؟؟" .

اخذت تضربه بقبضة يديها و هو يردد انه لا يعرفها و انه مظلوم و بريء مما ينسب اليه ...

اقترب منها مدير المطعم يحاول جاهدا ان يهدأ الأمور:
" انستي ... أرجوك.. لا داعي لمثل هاته الفضيحة ... هذا مطعم محترم و به زبائن تبغي ان تستمتع بامسيتها دون ازعاج ... معذرة منك .. ارجو منك المغادرة " .

الفتاة مسحت دموعها ثم هزت رأسها:
" سوف أغادر.. لا تقلق .. لكن لي كلام يجب ان يسمعه...
استدارت نحو الرجل و اكملت:
" لن يسامحك الرب ابدا و حتى ان سامحتك انا ، فابنك لن يفعل .. عش حياتك و سوف نعيش نحن كذلك ... أنت ميت بالنسبة إلينا من الان فصاعدا " .

امرأة بلا هوية . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن