الفصل ٢٣

1.3K 72 52
                                    

ابتسم بتهكم وسخرية وهو يتفحصها وقال :
"ماذا ؟؟ الن ترحبي بي " .

رده فعلها الباردة على رؤيته جعلته يشتط غضبا اكثر ... لم يتوقع هاته الردة بل انتظر ان يراها مصدومة ، مفزوعة .. ترتجف .. لكن لا شيء .. بل ابتسمت سامنثا ببرود يخفي ثورة كامنة داخلها و هي تقول بكل جفاء :
" مالذي جاء بك إلى هنا في هاته الساعة المتأخرة من الليل؟؟" .

اخذ وقتا لكي يستوعب ردة فعلها ثم تقدم للداخل اكثر و اقترب منها و لكنها تراجعت للخلف و يديها على صدرها ممسكة بروبها و هي تتطلع به بنفس النظرة الفاحصة ...

مافريك :
" يا له من استقبال بارد ... كنت اظن انك سوف تركضين طالبة المساعدة و إنني سوف الاحقك و امسك بك بينما تتخبطين بين ذراعاي صارخة النجدة " .

أومأت برأسها وقد بدا التعب والجهد في عينيها وهي تقول بجفاء :
" حسنا ...إنني آسفة , آسفة حقا... لتخييب أملك و أحلامك الرومانسية السايكوباتية.. لكن لا بأس يمكننا أن نعيد المشهد لو أردت" .

تحول ينظر اليها بعينين باردتين وهو يقول :
" اكون شاكراً لو تركت السخرية و التهكم خارج هذا الموضوع ... إن الطريقة التي تتحدثين بها الي لا تعجبني حقا ... وبصراحة يا سامنثا لو كنت مكانك لاهتممت كثيراً بما اقوله الآن و كيف اقوله " .

تملكها غضب عارم لترد عليه قائلة :
" واكون شاكرة لك لو احتفظت بنصائحك لنفسك ... إنني امرأة ناضجة ويحق لي التعبير عن نفسي في اي وقت وبأية طريقة اختارها... إنني ارفض الوقوف مكتوفة اليدين بينما انت تسيء الي .. لأن هذا غرضك من الزيارة الليلية المفاجئة اليس كذلك ؟؟؟" .

قال وهو يلقي نظرة ساخرة على جسدها المثير تحت روب النوم و قميص نومها الأزرق:
" إنني أعترف و اقر معك بأنك ناضجة جسديا تماما يا سام , ولكن عقليا ؟؟؟ أشك في ذلك .."

وهز رأسه وهو يقف بقامته الطويلة متعجرفا يوالي طعناته اعمق فأعمق في قلبها المكسور وهو يتابع:
" مازال امامك شوط طويل لكي تتعلمي مامعنى ان تكوني امرأة ".

ردها كان بأن لوت فمها باستهزاء و قلبت عينيها برأسها:
" ألا تظن ان هذا النوع من الكلام يمكن ان ينتظر الى مابعد ؟ إن هذا ليس الوقت و لا المكان المناسبان لمثل هاته التهكمات .. انصحك ان تعود لشقتك و تنام جيدا .. هذا قد ينفعك و يساعدك على التفكير جيدا .. ثم صدقني كلامك و أفعالك لا يتوافقان... عيناك تاكلانني اكلا بينما لسانك السليط يحاول جلدي دون فائدة  " .

اهتز من شدة السخط وهو يقول :
" كيف تجرؤين؟؟  ...لا بل كيف تجرأت يومها على ذلك الكلام الذي قلته ؟؟ كيف تجرأت بعدها على ما فعلته  ؟".

اخذت تفرك يديها غضباً وتفردهما بجانبيها , ودت لو تصيح و تصرخ .. ان تضربه بقوة ... ولكنه كان اقوى منها ... و حين تتصارع إرادتاهما فسوف يكون هو الرابح وهي الخاسرة ... لذلك يجب ان تتصرف بحكمة .

امرأة بلا هوية . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن