الفصل ٣١

2.4K 79 54
                                    

كان بغرفته التي حجزها بالفندق و حوله والديه و دانيا بينما دانييل كان يحاول أن يتصل بستيفاني و لكن هاتفها كان مغلقا و جعله هذا الأمر يقلق اكثر ..

كان المسعف الذي يعمل في الفندق قد تكفل بتضميد جرح جبهته و الذي نتج عن الحادث ..

اتصل مافريك بحارسه الذي تعقب سامنثا :
" هل لا زالت بالمستشفى؟؟" .

الحارس:
" اجل سيدي .. لقد انتهت الممرضة للتو من تضميد جرحها و هي الآن تتأهب للرحيل " .

مافريك همهم :
" حسنا .. لا تحتاج ان اخبرك بما يجب عليك أن تفعله " .

الحارس :
" لا تقلق سيدي .. سوف اتعقب اثرها و ما ان استطيع سوف احتجزها في منزلك " .

مافريك :
" منزلي لا ، أنها لا تستحق مكانا نظيفا و راقيا كما منزلي.. انهي المهمة ثم ارسل لي كي ابعث لك الموقع و انتظرك هناك .. مفهوم؟؟" .

الحارس:
" مفهوم سيدي " .

مافريك أغلق الخط و و نهض يبحث عن قميص جديد بدل ذلك الذي تلطخ بدمه ... و هو يفعل ، شعر بيد والدته على كتفه تمررها بلطف ثم تقول :
" مافريك، بني .. دعنا نتجاوز هذا و انسى تلك الحقيرة.. انت شاب وسيم و غني و لن تحتاج لبدل جهد كي تجد امرأة تناسبك ... انا متاكدة ان جيسيكا .." .

قاطعها مافريك بحزم بعد ان استدار نحوها:
" لا حاجة لي الان بأية امرأة.. انتهى الأمر بالنسبة الي ... لم تعني لي النساء يوما شيئا،  ابتدأ منك انت.. لكنني ظنيتها مختلفة ، اقنعت نفسي بذلك نوعا ما .. غير انني أخطأت بالأمر..
سامنثا علمتني درسا لن انساه ابدا .. و نحن متشابهان كثيرا .. كلانا حقود و لا يقبل الإهانة و يرد الصاع صاعين.. اذيتها بالأول و عادت للانتقام مني بطريقة ذكية و ماكرة ..
لو انها لم تكمل انتقامها و تخلت عن تلك الفكرة،  لانتهى الأمر و لربما سامحتها و لكنها لم تفعل ... و تمادت .. و الآن حان دوري .. و لحين أنتهاء المسألة القذرة هاته ، فلا اريد ان يتدخل اي كان .. " .

والدته كانت تتطلع به بحزن بعدما تأذت بما قاله .. و لكنها غضت النظر عن ذلك و قررت عدم مناقشته في طريقة حديثه معها و الاكتفاء فقط بمحاولة منعه عن التصرف بجنون كما عادته .

اندريس اقترب منها و مرر يده على ظهرها يطمنها ثم تطلع بابنه و الذي كان قد نزع قميصه بغضب و رمى به جانبا كي يلبس اخر ...

اندريس :
" مافريك .. يكفي ما فعلته اليوم... كدت تقتل نفسك و تقتلها معك .. تصرفاتك الغير عقلانية سوف تودي بك إلى التهلكة..
بالكاد استطعنا إيقاف الصحافة من تسجيل ما حدث قبل قليل .. والدتك محقة في كل ما قالته ... الفتاة لا تريدك و لا تحبك و هي اعترفت بذلك ، لا داعي لتعكير صفو حياتك و حياة الاخرين " .

مافريك لوى فمه بسخرية:
" والدتي على حق ؟؟؟ منذ متى و انتما على وفاق تام هكذا .. يجب ان اشكر تلك اللعينة و التي تمكنت من تحقيق ما لم يستطع اي كان القيام به .. و لكن هذا الوفاق تأخر للاسف .. سنوات طويلة من الكآبة و القهر لن تمحوها ايام او لحظات من التالف و التوافق .
اما في يخص ما حدث اليوم.. أي محاولتي قتل نفسي كما تقول و قتلها معي .. فلا تقلق .. لم يكن ذلك غرضي ..
كنت اريد ان اختبرها للمرة الاخيرة .. لو كانت وافقت او فقط لو كانت صرخت بي انها لا تريدني ان اموت .. لكنت سامحتها . 

امرأة بلا هوية . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن