الفصل ١٧

1.3K 74 73
                                    

ركضت مبتعدة عنهم جميعا و هي تشعر بألم حاد يعتصر قلبها الذي كان يخفق يوما باسم مافريك.. مافريك الذي لم يتوانى للحظة واحدة في اذلالها و السخرية منها و من مشاعرها أمام الجميع و ليزيد الطين بلة .. اعلن عن خطوبته أمامها دون ان يكثرت بما بسببه لها من الم و حزن ...

لقد خدعها و غدر بها .. و هي من قررت لأول مرة ان تستسلم لمشاعرها و تلغي عقلها ... انها كسرة قلب لا يمكن لها أن تشفى منها ...

صدمت مرتين بنفس اليوم .. من نفس الاشخاص اللذين قررت أن تمنحهم كل ثقتها ...

سمعت صوت أحدهم يناديها و لكنها لم تتوقف و اكملت طريقها تبغي الهروب من ذلك الكابوس الذي كانت تتأمل ان يكون نهاية سعيدة لقصة حبها ..

شعرت بيد تلامس كتفها... لتستدير و تدفع صاحبها و تجده دانييل ..

صاحت به :
" ماذا الان ؟؟؟ مالذي تريده انت الاخر ؟؟ ان تكمل ما بدأه شقيقك ؟؟ هيا تفضل .. قم باهانتي و السخرية مني أن أردت،  افعلها " .

نهض و عدل ملابسه و تطلع بها و هو يزم شفتيه بتفهم و قال :
" أتفهم غضبك و سخطك و لكنني لست هنا لذلك السبب ، بل إنني هنا كي امنح يد العون لك .. اشعر بالاسى علما أصابك و ما كنت لاتمنى أن اكون مكانك .. حقا ".

وقفت جامدة تتطلع به و استغراقت في أفكارها و هي تعيد شريط ما حصل لها امام عينيها... وارتفعت يدها رغما عنها الى عينيها الواسعتين كي تمسح دموعها للمرة الالف ... لم تبكي يوما بمثل هاته الحرقة كما فعلت في اليومين الاخريين...

دانييل :
" لا تظني انني اريد منك شيئا.. او إنني اتلاعب بك كما فعل مافريك ... أنني حقا مدين لك و من واجبي ان امد يدي لك بالعون في مثل هاته اللحظات..لا ادري كيف استطيع مساعدتك و لكنني هنا " .

سامنثا :
" تريد مساعدتي حقا دانييل ؟؟؟ " .

هز راسه باجل، لتقول :
" اذن اقتله نيابة عني ، اطعنه في قلبه كما طعنني هو .. اقتلع قلبه من بين ضلوعه و اتني به .. لربما.. ذلك يساعدني و يدفىء النار التي تحرقني " .

فتح عينيه وهو يتمتم:
" ماذا ؟؟؟" .

تمكنت من الابتسام و هي ترى وجهه الذي بدت عليه علامات الصدمة القوية..
" انني امزح فقط ... كنوع من السخرية من نفسي " .

اقتربت منه مبتسمة رغم الظروف:
" شكرا لك دانييل ... كلماتك هاته خففت من حزني و لو قليلا.. لا تقلق علي .. انني امرأة صلبة تعودت على الصدمات و الغدر .. و ما لا يقتلني يجعلني أقوى.. و شكرا لكل من أخيك و ابيك على تذكيري بأن المشاعر و الحب و تلك الحماقات هي مجرد حبر على ورق .. مجرد كلمات تداعب الإحساس و لكن لا وجود لها بعالمنا هذا الخالي من الإنسانية.. شكرا لك مرة أخرى " .

تراجعت للخلف مبتعدة و لكنها توقفت ثم استدارت نحوه تتطلع بالفراغ ... لتتفقد شكلها بالمراة الصغيرة التي تحملها في حقيبة يدها و تعدل نفسها ثم تعود للداخل و دانييل خلفها يحاول أن يهدأ قليلا من غضبها ...

امرأة بلا هوية . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن