الفصل ١٠

1.6K 92 105
                                    

بالتدريج بدأت علاقة اندريس بابنته دانيا تتحسن .. لم يتركها لحظة منذ خروجها من المستشفى و حرص على أن تكون تحت رعاية ممرضة مختصة الى ان تعافت تماما ، كما أنه وظف أحدهم كي يصحبها أينما حلت و ارتحلت كحماية شخصية لها و بالأخص بعدما تعرضت له من ضرب و تعنيف .

و أصبحت دانيا تشعر بالامتنان نحو كل من سامنثا و والدها أيضا و تقربت منه دون ان تشعر و احست بالأمان و الدفىء اللذان كانت تفتقد اليهما .

اما سامنثا فقد ادلت بشهادتها و تم الحكم على الجناة بالسجن الغير النافذ الى حين صدور حكم نهائي في حقهم .

اما مافريك فأصبح كثير التردد على منزل والده دون ان يعلم احدا بذلك ، يأتي فجأة و يختفي فجأه.. و كانت كلما شعرت بوجوده او اقترابه حتى اختفت .. او احتمت باندريس و تعلقت بذراعه ..

كانت تلاحظ نظراته المتفحصة و التي كانت تسود و تضيق كلما راهما معا هي و والده .. و كانت تستمتع لسبب ما برؤيته يحترق أمامها بغيضه. 

حاول الاستفراد بها و التحدث اليها اكثر من مرة ، لكنها تمكنت من الافلات من سحر عينيه و تجاهلته تماما و كان ذلك يزيده غضبا و يجعله يغلي من داخله .

كانت تمضي بعض لياليها ممسكة بيد اندريس المسكين و الذي كان يتألم بصمت و كانت تكتفي بمسح عرقه و مساعدته على ولوج الحمام كي يستفرغ .. و تجبره على شرب ادويته .. لطالما ترجته ان يبدأ علاجه في أقرب وقت ممكن لكنه كان عنيدا و يرفض الأمر بشدة .. و قد جعلها تقسم الا تخبر احدا بمرضه..

و هي ممسكة بيده ليلتها.. سمعت صوت أحدهم يطرق الباب مستاذنا للدخول.. و كانت تلك دانيا و التي تمتمت من خلف الباب :

" سامنثا ، هل انت بالداخل ؟؟؟" .

شهقت بتوتر و تطلعت بالرجل المستلقي أمامها و الذي هز راسه مشيرا لها أنه بخير و قال بصوت ضعيف :
" اذهبي و تفقدي الأمر،  لعلها تحتاجك في أمر مهم " .

سامنثا هزت رأسها برفض:
" أنت تحتاجني اكثر ... " .

ابتلع ريقه بصعوبة:
" لا ، بل ابنتي من تحتاجك ... انها بدأت تتقبلك و ترتاح لوجودك .. لا تخسريها و لا تقلقي علي ، إنني بخير .. لقد شربت الدواء و هذا يعني انني سوف اغط في نوم عميق و لن احتاجك بشيء .. لذلك لا تقلقي و اذهبي " .

حاولت الاحتجاج و لكن صوت دانيا استوقفها :
" يبدو أنك نائمة... انا اسفه .. تصبحين على خير " .

اندريس اشار لها أن تتفقدها... فسارعت تقول بصوت عالي:
" انا قادمة... دقيقة واحدة " .

قبلته على راسه و ابتسم لها ابتسامة عريضة:
" شكرا لك " .

رمشت بعينيها المتوترتين كي تمنع دموعها من الانهمار و خرجت مسرعة و ما ان فتحت الباب حتى ارتسمت على محياها ابتسامة مرحبة ..

امرأة بلا هوية . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن