الفصل ٢

1.8K 79 36
                                    

كانت تتقافز حول نفسها في حلقات دوامية في دائرة الرقص المجنونة ، كان مظهرها مثيرا و رشاقة جسدها لافتة و كانت تراقب فريستها بطرف عينها , وفجأة التفت و لاحظ وجودها و اخذ يتطلع بها و هو مأخوذ بجمالها...ابتسمت بلؤم .. كان ذلك الرجل يمثل لها صورة أسد يكمن في العشب الطويل ينتظر فريسته و المسكين لا يدري انه هو نفسه الفريسة .

بعدما تمكنت من إثارة أنتباهه.. عادت الى طاولتها و جلست تنتظره قدومه اليها .

و هي تنتظر بصبر ، سرحت من دون ان تدري في حياتها المبعثرة و شخصياتها المتعددة ... و أيقظها من خيالتها التي سافرت بعيداً .. صوت ذلك الوسيم يقول :

"لم اقابل يوما امرأة جميلة و مثيرة الى هذه الدرجة و مع ذلك تجلس وحدها " .

أجفلت الفتاة ونظرت إليه و ابتسمت بخفة وهي تقول :
" آسفة ولكني افضل البقاء وحدي ..و اشكرك على كلماتك الجميلة " .

اندفع يجلس من دون ان تأذن له ثم قال وهو يشير إلى حلبة الرقص :

"هناك ما لا يقل عن دستة من الشبان في حلبة الرقص يتطلعون بك باعين حالمة و ينتظرون نظرة منك " .

وتنهدت وهي تزيح خصلة من شعرها الأحمر عن وجهها و قالت :

"و انت واحد منهم اليس كذلك ؟؟؟ طبعا هناك لا يقل عن دستة ونصف ممن يقمن بدور الجليسة و الونيسة الليلة معك ... ولكنني لا اظن انني منهن ".

ابتسم :
" قد أكون واحدا منهم و لكنني أيضا استطيع حراستك و الاعتناء بك .. و قد تعجبك رفقتي أيضا... لست برجل بشع كما ترين " .

قطبت جبينها و لوت فمها باستهزاء ثم قالت:
" و المقابل؟؟؟ " .

اشرقت ابتسامته :
" فقط رفقتك " .
مد يده إليها يدعوها للرقص و وافقت ... وبينما كان يقودها إلى دائرة الرقص سألها:
" جمالك جعلني انسى تماما ان أسألك عن اسمك .. بالمناسبة ادعى جوناثان كويري...و انت ؟؟؟" .

ابتسمت له و مررت يدها على وجهه و قالت :
" انيا ... اسمي انيا " .

ابتسم هو الاخر لها وهو يزلق ذراعه حولها .. لتتمايل مع أنغام الموسيقى ... و لفت ذراعيها حوله ليلاحظ اقترابها منه و شعرت بسعادته و كأنه حقق انتصارا و التصق بها اكثر ...

و بعد حين هزت رأسها وقالت :
" متأسفة عزيزي و لكنني اريد استخدام الحمام ان سمحت " .

تراجع وقال لها باسما :

" امل انك لن تهربي مني ، لانه قد فات أوان التراجع " .

ردت مبتسمة:

" لا تكن سخيفاً يا جوني ،لأنني من سيقال عنها مجنونة لو تخليت عنك في هذا الوقت بالذات".

ضحكا معا وهو يرافقها الى الحمام ثم قال لها مداعبا:

" سانتظرك على أحر من الجمر... لا تتأخري " .

امرأة بلا هوية . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن