"صباحُ الخير"نطقت نايومي بقليلٍ من النشاط اثناء ما تأخذ مقعداً لها على مائدةِ الإفطار امام والدتها وعلى شمال زوج والدتها.
"هل انتِ مستعدة؟ متحمسة؟ متوترة؟"
نطقت ساكورا والدتها باهتمام منتظرةً اجابة طفلتها بفارغ الصبر، تشعر ببعض القلق والفضول الشديد عمّا تشعر به نايومي في اوّل يومٍ دراسيّ لها، وفي مدرستها الجديدة.
تقريباً تعدّ هذه مرّتها الثالثة للخروج من المنزل منذ انتقلوا الى هنا، بمعنىً اخر منذ اسبوعين فقط، حيث حبست نايومي ذاتها بحجرتها سوى في اوقات تناول الوجبات اليومية بإصرارٍ من السيّدة اهاميا لحضورها.
حتى في الاوقات التي فقدت بها شهيتها حاولت تناول القليل لأجلها، قاطعت اتصالاتها بهارو، وقاطعت مشاهدتها لفيلم مثير، فقط لتراها السيّدة تأكل من اطباقها.
"انا بخير"
وكالعادة، ردّ خالٍ من الاهتمام والموّدةِ تتلقاه ساكورا للمرّة المئة ربما، مجدداً منذ انتقالهم الى هنا، وضعت نايومي ملايين الحواجز بينهما رافضةً رفضاً قاطعاً التحدث مع والدتها في بادئ الأمر، لكن قلبها الصغير لم يسمح لها بذلك لذا استمرّت بالاجابة باختصارٍ تام قد لا يشبع فضول القابعةِ امامها.
اعلم انه من الصعب مسامحتها وقد يقف البعض منكم بصف نايومي طنّاً انها تستحق ان تُهجر من قبل ابنتها، لكن لنكن واقعيين، حتى وان فعلت الأسوأ فهي تظلّ والدتها صحيح؟ صدقاً ماتزال تحبها!
واعلم كذلك انّ البعض الأخر يظنّ انها تبالغ للغاية في ردّ فعلها لكن ما فعلته والدتها قد تركَ اثراً ووجعاً جسيماً بدواخلها، لا يمكن لومها لفعلها ذاك، فهي جريحة الفؤاد ومكسورة الخاطر للغاية، يحقّ لها ان تظهر غضبها من والدتها، ان تعبر عنه.
"سيوصلكِ اساهي، اتمنى ان تحظي بيومٍ دراسيّ جيد"
تحدث موزان الى التي تحولت الى مقعد بصمتها، اي بكل اختصار تجاهلته وكأنه لم يتحدث، شيءٌ جديد؟ كلّا.
حملت حقيبتها وخطت خارج المنزل تبحث بعينيها عن اساهي.
لو انها كانت على علمٍ بالطريق المؤدي الى مدرستها لأقسمت الّا يوصلها احدٌ الى هناك، لكنّ موزان كمن قرأ افكارها فلم يفصح بأيّ معلومةٍ حول مدرستها، ولا حتى اسمها!
"صباحُ الخير! انذهب؟"
ظهر اساهي امامها فجأةً ما جعلها تبتسم بترحيب، خطت خلفه على عجل حينما سبقها الى السيارة.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...